بوابة المالكية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السينمائي حميد عقبي يحاور صبري يوسف عبر صحيفة الجمهورية

اذهب الى الأسفل

السينمائي حميد عقبي يحاور صبري يوسف عبر صحيفة الجمهورية Empty السينمائي حميد عقبي يحاور صبري يوسف عبر صحيفة الجمهورية

مُساهمة من طرف صبري يوسف الثلاثاء يناير 22, 2008 12:04 am

الشاعر والفنان التشكيلي السوري صبري يوسف:


السينما العربية فشلت حتى الآن في تقديم ما يليق بتراثنا وحضارتنا


حاوره عبر البريد الاليكتروني - حميد عقبي*


صبري يوسف شاعر وفنان سوري مقيم في ستوكهولم، يمارس نشاطات متعددة.. وحدها الصدفة التي عرَّفتني عليه بعد نشري استبياناً سينمائياً خلال مرحلة إعدادي لبحث الماجستير بالإخراج السينمائي 2004 والذي كان حول موضوع "سينمائية القصيدة الشعرية" وتلقَّيت اتصاله وردَّه على الاستبيان ثم اخترت الجزء الأول من "أنشودة الحياة" وقمت بمعالجتها سينمائيا والمشروع إلى اليوم يبحث عن مموِّل ونأمل أن نجد دعما أو تمويلا مستقبلا .. نحاول من خلال هذا اللقاء الغوص في هموم فنان وشاعر متميّز ونحاول الغوص في قضايا فنية سينمائية مع فنان وشاعر يعشق السينما .

ـ ما هي آخر نشاطاتكم؟
نشاطاتي يا صديقي، متنوعة، فقد قدَّمت مؤخراً معرضاً فنّياً فردياً في ستوكهولم خلال يونيو حزيران 2007، ضمَّ المعرض أربعينَ لوحة تشكيلية، رسمتها خلال الأعوام 2004 ـ 2006، تناولت مواضيع عن الأمل والعشق والفرح والسلام والخير والخصوبة والمرأة والطبيعة، والتواصل بين البشر، كما اشتركت في معرض مشترك مع فنانين سوريين في أيلول الماضي 2007 في ستوكهولم أيضاً، وهناك معارض فردية ومشتركة قادمة خلال عام 2007.
أعددت مؤخراً دراسة تحليلية نقدية عن دواوين الأب يوسف سعيد، ودراسة تحليلية عن رواية صموئيل شمعون، وأجريت حواراً مع الشاعرة فاطمة ناعوت وآخر مع الروائية السورية ابتسام تريسي، كما أجبت عن بعض الحوارات أهمها حوار طويل أجراه معي د. ليساندرو، أستاذ في الأدب المقارن من جامعة ميونيخ!

وكما تعلم ويعلم قرائي، ومَن يتابعني عبر الشبكة وبعض الصحافة، انني غائص كالمعتاد في كتابة قصصي وأشعاري، وأكثر ما يشغلني هو الاشتغال على كتابة نصّ شعري مفتوح، بعنوان: أنشودة الحياة، الذي أشتغل عليه منذ سنوات، وقد أنجزت الأجزاء العشرة الأولى منه، وأكتب الجزء الحادي عشر والثاني عشر، كل جزء (مائة صفحة)، بمثابة ديوان مستقل، مرتبط مع الجزء الذي يليه، تحمل الأنشودة نفساً ملحميَّاً، تتناول مواضيع عديدة، وتنبع فضاءات النصّ من الحياة اليومية، مركّزاً على الإنسان والطَّبيعة والعشق والفرح والسَّلام والأرض والطُّفولة، مسلّطاً الضوء على "حصار الأطفال قباحات آخر زمان"، وعلى الحروب المجنونة التي تتوالد كأنها من فصيلة الأرانب، حروب في بداية القرن، في منتصف القرن، في نهاية القرن وفي بداية قرن جديد، سياسات طائشة غير جديرة بقيادة الإنسان إلى برِّ الأمان، لهذا أرى أن هذا العالم يحتاج إلى شعراء كي يقودونه إلى مرافئ السَّلام والأمان بعيداً عن لغةِ الحروب المفتوحة على خاصرات الكون وكأنَّ رؤى أغلب قادة هذا الزَّمان منبعثة من جحور العصور الحجريَّة وإلا ما هذه الحروب الهوجاء التي تتقاطر علينا من كافةِ الجِّهات، ونكاد لا نسلم منها يوماً واحداً!

فهل لو قاد ويقود الشُّعراء هذا العالم، كان سيكون بهذا الوضع المزري الذي نحن عليه الآن؟!
وما هذا التطرُّف الديني والقومي والعرقي والغربي والشرقي والشمالي والجنوبي، المرتكز على جنوح الخراب في أغلب بقاع الكون، وأرجح الظن أن جنون البقر تفاقم من جرّاء جنونِ البشر!
آخر نشاطاتي هو التركيز على الفرح، البحث عن كيفية صياغة عوالم الفرح عبر الكتابة والرسم والموسيقى والرقص والغناء والتواصل، لأنني أرى أن الإنسان بحاجة إلى الفرح بكل تفرعاته أكثر من أي وقت مضى، وكفانا تحضراً في تكنولوجيا العصر على حساب خلخلة كينونة الإنسان، ويزعجني جدّاً أن أرى إنسان هذا الزمان غير قادر على صناعة وخلق الفرح والسلام والهناء لبني البشر!

ـ الشِّعر والسينما ما هو وجه الترابط بينهما في رأيك ؟
هناك ترابط عميق بين السينما والشعر، ترابط منعش للروح والقلب، ولو تمَّ توجيه هذا السؤال إلى أي مخرج عملاق مثل يوسف شاهين ومصطفى العقّاد وبازوليني وآخرين ممن هم على شاكلتهم، لوجدناهم يعتبرون السينما وكأنها رحيق الشِّعر، ولا أظن أن مخرجاً ناجحاً في هذا العالم إلا وله خصوصية شعرية، فلا فن بدون الشعر، لأن الشعر هو خصوبة الروح والقلب والحياة والخيال، وهو شهيق الطفولة والشباب والكهولة، هو برعم الحياة ووهج الإنسان أينما كان، ولا أخفي عليك ولا على القارئ العزيز، انني عندما بدأت بكتابة نص أنشودة الحياة، كتبته وأنا أحلم حلم اليقظة، أن أسجل أجزاءه وفضاءاته عبر قراءات شعرية على طريقة الفيديو كليب بحيث يأتي مخرج مبدع له خصوبة شعرية متدفقة وخيال جامح ويخطِّط ويخرج فضاءات نصَّي كما يراه هو من منظوره، وربما لهذا السبب وقع اختياركَ على أحد أجزاء الأنشودة ـ أنشودتي، وحوَّلتَها إلى سيناريو فيلم سينمائي طويل ...
الشعر والسينما وهجان متطايران من شهوةِ المطر!

ـ ما واقع السينما العربية اليوم ؟
واقع السينما العربية، واقع مخلخل الأجنحة، واقع مريض متشنّج، بعيد عن جوهر السينما، فلا يوجد فن خالص للسينما العربية، صحيح أن هناك صناعة أفلام بحرفية وبتقنيات جيدة لكن أغلب الافلام النابعة من العالم العربي هي أفلام لا تلج إلى أعماق هموم المواطن ـ الإنسان، تصل إلى حافات ما يعتلج في صدور الإنسان ولا تعالج المواضيع الجوهرية التي يعاني منها المواطن! فلا سينما بدون حرية ولا إبداع بدون حرية، ويعيش مبدعو أغلب العالم العربي في إطارات وأطواق ساطوريّة من كلِّ الجهات، رقيب من كلِّ الأشكال والأنواع، فيمرُّ النصّ ـ السيناريو عبر رقابات غريبة وعجيبة، وكأنَّ المراقبين متخصصين في فن السيناريو والاخراج السينمائي أو هم من طاقم العمل السينمائي وأغلب هؤلاء الحالمين يعانون من مقصَّاتٍ غليظة، وعلى الأرجح ليس لأصحاب المقصّات الغليظة أية علاقة بعالم السينما، فكيف سيكون واقع السينما في ظل كل هذه المقصات المسنونة على رقاب المبدعين، لهذا أرى أن واقع السينما العربية واقع مهلهل وكأننا نسير على بطونناً زحفاً، باستثناء بعض الأفلام البديعة والراقية التي قدمها مخرج من هنا ومخرج من هناك ومع هذا لم يفلت من مقصَّات الرقيب بين الحين والآخر، لهذا أرى أن واقعنا يحتاج إلى إعادة صياغة رؤاه في الحياة من كافة المناحي وبالتالي رسم سياسة انفراجية مرتكزة على الحرية وسنن الإبداع بعيداً عن لمعان مقصَّات آخر زمان!

ـ هل تعتقد أن السينما العربية فعلت ما يمكن فعله لخدمة التراث والحضارة العربية؟
لا، لا أعتقد أن السينما العربية فعلت ما يمكن فعله لخدمة التراث والحضارة العربية، وقد قدَّمت على هذا الصعيد بعض الأفلام، لكنها ليست بالمقام الذي يليق بهذه الحضارة وهذا التراث فنحن ما نزال في مرحلة ما بعد الانفلاق، ونحتاج إلى عقودٍ مديدة كي نصل إلى مرحلة الانطلاق، مرحلة سوية لها علاقة بالانطلاق نحو آفاق العالمية، لأن لدينا طاقات خلاقة على كافة الأصعدة لكن أغلبها ضامرة أو في طريقها إلى الضمور من وطأة القمع والسواطير المسترخية فوق رقاب المشتغلين بهذا الفن الراقي وبغيره من الفنون ...

ـ هل اسهمت المهرجانات في تشجيع ونضوج الفكر السينمائي للشباب العربي السينمائي؟
نعم، تساهم المهرجانات إلى حدٍّّ ما، في تشجيع وتجديد الفكر السينمائي للشباب العربي السينمائي، ولكن ليس بالقدر الذي يحتاجه الشباب العربي، ونحن الآن أحوج ما نكون لهكذا مهرجانات متخصِّصة لهذا الفن وغيره من الفنون التي تصبُّ في تطوير وتحديث حياة المجتمع والفرد، لأن أي مجتمع يقاس تطوره بمدى رقي إبداعاته الفنية على كافة الأصعدة الفنية والأدبية والثقافية.

ـ ماهي العوامل التي يجب توفرها لتطوير الابداع السينمائي العربي؟
أهم عامل من العوامل الواجب توفرها لتطوير الإبداع السينمائي العربي، أو أي إبداع آخر هو الحرّية، لأن عامل الحرية هو المرتكز القوي الذي ممكن أن نبني عليه حضارة شاهقة ذات أبعاد راقية، ونحن في العالم العربي لدينا حيثيات الإبداع في السينما وغيرها من الفنون شريطة أن يتوفّر الجوّ الملائم لهكذا فن رفيع، ثم يأتي دور المؤسَّسات سواء كانت مؤسَّسات دولة أو مؤسَّسات خاصة لأفراد، وبالتالي لا بدَّ من دعم من المؤسَّسات وتسخير كل ما تحتاجه السينما من وسائل الإبداع بحيث يتم إنشاء مراكز ومؤسّسات صناعة السينما بحرفية عالية وبحرية مفتوحة على وجنة القمر! وإلا سيبقى مبدعينا متأرجحين على كفِّ عفريت أو متأججين فوق اشتعالات ملايين شيقان الكبريت!

ـ هل نعي نحن العرب أهمية وخطورة الصورة وهل المؤسسات الموجوده حالياً في عالمنا العربي تقوم بدورها في مجالات ثقافة وفنون الصورة أم أن هناك قصور، كيف يمكن تدارك هذا؟

العرب بحسب الحالة الراهنة، ليس لهم وقت للتفكير بأهمية ولا أهمية الصورة كسينما، لأنهم غائصين في حالة يرثى لها، فأغلب مؤسَّساتنا تعتبر الصورة ترفاً فائضاً لا حاجة لنا إليه، لأن واقع الحال يجعل الكثير الكثير منّا يفكِّر بما يأكل ويشرب، ولا يندرج عنده موضوع الصورة ـ السينما في قائمة المستلزمات أو المتطلبات، لهذا فنحن نحتاج إلى بناء وعي عام، ورفع مستوى الوعي الحرّ، لخلق آفاق وفضاءات جامحة وخلاقة لدى المواطن ـ الإنسان، أينما كان موقع هذا الإنسان في المجتمع، ولهذا فنحن والحالة هذه نحتاج إلى إعادة انشاء وتأسيس مؤسّسات جديدة، لأن مؤسَّساتنا العتيقة أصبحت عتيقة للغاية ولا بد من تجديد كل ما هو عتيق بما هو حديث بحيث يلائم حضارة وأبجديات العصر لا أن تبقى مؤسَّساتنا متحجِّرة ومتمركزة على قمع الرؤى الحرَّة، بحيث لم يعد للإنسان قدرة على الرؤية أكثر من بضعة أمتار بعيداً عن جمجمته، لأن جمجمته محشوّة ومثقلة بالهموم والحروب والمشاكل والفقر والقمع إلى درجة أنَّ المرءَ يشعرُ بنوع من النكتة لمجرد التفكير بالسينما أو الإبداع السينمائي أو أي إبداع آخر، لأنه تقولب ضمن إطار فكري بعيد كل البعد عن هذه العوالم، ولكي نقضي على القصور الخطير، لا بدَّ من معالجة أسباب القصور، ولا بدَّ من إعادة ترتيب رؤانا وتفكيرنا وبالتالي التفكير جدّياً بالآخر كمواطن ـ إنسان، من حقه أن يفكر بحرية ويبدع بحرية كي نرتقي إلى مراتب نستطيع القول أننا سواسية كسائر البشر ولكي نقدم ما لدينا من طاقات خلاقة لأمم الأرض والتي سبق وقدمنا لها منذ قرون ولكن بطريقةٍ ما انزلقنا إلى القاع ولا نعلم كيف نخرج من قاعنا الداكن، علينا أن نخرج من قاع الانزلاق، وعلينا أن نفكِّر ببناء إنسان سويّ معطاء حرّ ديموقراطي، قادر على الإبداع منذ أن يرى النور وحتى أن يغادر هذا النور!

ـ السينما كفن عصري وكوسيلة من وسائل الاتصال العالمية وفنّ إنساني مهم جداً كيف ستساهم السينما في خدمة التراث الحضاري والانساني لليمن؟
تستطيع السينما أن تحقق خدمة للتراث الحضاري والإنساني لليمن وللعرب وللأمم الأخرى، من خلال ما أشرت إليه من عوامل بناء الإنسان بناءً حرّاً ديموقراطياً وبالتالي سيستطيع هذا الإنسان الحرّ أن يبني ويؤسِّس مؤسَّسات حرّة حضارية متقدِّمة ومن خلالها سيحقق الكثير الكثير من الارث الحضاري، كما حقَّقها سابقاً في مجالات أخرى، لأنَّ هناك طاقات تزخر بالعطاء الآن في اليمن، كما أعطت اليمن عطاءات شامخة عبر تاريخها الطويل.

ـ ما ردّك على من يرى أن السينما ترف ولا داعي لاقامة مهرجان واننا في اليمن لسنا مؤهلين لخوض تجارب سينمائية؟

السينما ليست ترفاً، وإن كانت ترفاً فهي ترفٌ لذيذ ومفيد، وهناك ضرورة ملحّة لإقامة مهرجانات في اليمن الآن وغداً وبين حينٍ وحين، وأنتم في اليمن لديكم تاريخ طويل، زاخر بالعطاء ولديكم من زخم الإبداع ما لدى البلدان والأمم الأخرى، فلماذا نتوقف عند كلام الجهلاء، ولمَ لا تنهض اليمن بكل طاقاتها وتسخِّر كل ما لديها من امكانيات لبث أجيج العطاء والإبداع في نفوس الطامحين والمبدعين لعلَّ وعسى تنمو هذه النبتة رويداً رويداً إلى أن تملأ ربوعَ اليمن اخضراراً مخضَّباً بالإبداع خاصة وأن هناك كوادر فنية إبداعية كثيرة ومتخصصة في هذا المجال.

ـ هناك من يسأل هل سيتقبل الناس في اليمن السينما اليمنية ما رأيكم؟
بكلّ تأكيد سيتقبّل الشعب اليمني هذا التطلُّع برغبة كبيرة، ولِمَ لا، لأن الشَّعب اليمني شعب عريق ومتذوِّق للفنون على مختلف أنواعها فلِمَ لا يتقبل هذا الفن الرفيع، انّي أرى الشعب اليمني والعربي متعطشاً لهكذا فن ولهكذا نهضة فنية إبداعية راقية.

ـ هناك من يرى أن الفيلم الوثائقي أسهل من الروائي ما هو رأيكم وما نصائحكم للشباب اليمني الذي يخطو خطوته الأولى الاتجاه نحو الوثائقي أم الغوص في عالم الروائي؟

هذا السؤال ممكن أن يوجّه إلى الشباب اليمني نفسه، من جهتي أرى أن الفيلم الوثاقي مهم، وكذلكَ الفيلم الروائي مفيد ومستمد من عوالم الرواية، فكلا الفيلمين هامين، فلِمَ لا يتم التركيز على كليهما، ونترك حرية الاختيار للشباب المهتم بهذا الفيلم أو ذاك، وكلّما كان الاختيار متنوعاً، كان العطاء خصباً أكثر.

كلمة أخيرة في نهاية هذا الحوار؟
أودُّ التأكيد على أزر توجهات المبدعين والطموحين وكل مَن يسعى إلى إقامة مهرجان صنعاء السينمائي الأوّل، آملاً أن تضعوا بعين الاعتبار أنكم بهذه الخطوة الرائدة ستضعون اليمن على أعتاب طريق مكلل بالعطاء والبهاء والرقي كما كان عبر تاريخه الطويل، فلا أجد أجدى من أن تعطوا الأهمية والرعاية لهذا المهرجان ولمهرجانات قادمة أخرى، لرفع راية الفن والإبداع عالياً، وأرى من الضروري جدّاً أن يتضامن كل مسؤول من موقعه، خاصة المسؤولين الذين يتبؤون مواقع ثقافية رفيعة، لأنَّ واقع الحال- حالنا- يتطلب الآن أكثر من أي وقت مضى، أن نتوقف مليّاً عند هذا الفنّ الراقي وغيره من الفنون والآداب الرفيعة كي نبرهن لأنفسنا وللعالم أننا كنّا وما نزال نملك عطاءً فنياً يضاهي عطاءات الأمم الأخرى، وكفانا الابتعاد عن هموم المواطن ـ المبدع، وهموم المواطن المعطاء، لأن المجتمع أي مجتمع كان، لا يمكن أن يتطوَّر إلا على أكتاف المبدعين على مختلف صنوفهم.. فإلى متى سنبقى على هامش حضارة العصر، ضاربين بمبدعينا عرض الحائط، ومتخبّطين في متاهات بعيدة كل البعد عن الرؤى الفنية والحضارية؟ فقد آن الأوان أن تخطوا الخطوة الأولى، يليها خطوات ثابتة كي ترفعوا شموخ اليمن عالياً، جنباً إلى جنب مع بقية الدول التي تساند هذا الطموح المهم كي نقدِّم للعالم بذور الإبداع بطريقة تليق بحضارتنا الآفلة كي ننهض من جديد، مواكبين حضارة العصر كباقي أمم الأرض.. أتمنّى لمهرجانكم النجاح والتألق، وأتمنّى لكافّة المبدعين والمبدعات والمهتمين في هذا المهرجان النجاح والتوفيق، وكلّي أمل أن أشاهد فعاليات هكذا مهرجان في بلد له تاريخ فسيح في العطاء والإبداع!
وانّي أتوسّم بثقة كبيرة أن شخصيّة فنية إبداعية مثل الأستاذ الفنان المبدع حميد عقبي، سيقدم الكثير الكثير لهذا المهرجان وسيقدم أكثر عندما تتضافر جهود بقية الفنانين والمبدعين والمهتمّين والمسؤولين في وزارة الثقافة، وبالتالي سنرى ولادة مولود جديد مبلَّل بالعطاء والخير الوفير!

* حميد عقبي، سينمائي يمني مقيم في باريس

نقلاً عن صحيفة الجمهورية/ اليمن تاريخ 21 ـ 1 ـ 2008

صبري يوسف

ذكر
عدد الرسائل : 56
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

http://www.sabriyousef.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى