بوابة الدريكيش

تاريخ الدريكيش


سبب التسمية

في القاموس الآرامي تعني المحطة الصغيرة على الطريق وجمعها ( دركوش كونها محطة الزائر الى حصن سليمان الفنيقي حيث كان المتعدون يعبرون الطريق من أرواد الى حصن سليمان ويتوقفون في دريكيشK كما يقال أن التسمية في السريانية تعني المهد أو السرير وجمعها دركوش ودير كيشو تعني الخلوة أو بيت انقطاع الرهيان .


التاريخ القديم

تاريخ منطقة الدريكيش موغل في القدم، ومنطقة الدريكيش تقع على الطريق الذي يصل طرطوس بمصياف ثم الداخل. وهي أيضاً كانت تصل بين مملكة أرواد وبين معبدها حصن سليمان ويتوفر فيها الماء والظل والطريق، وعرفت بشكل خاص أيام الحروب الصليبية إذ كانت ممراً للطرق الفرعية بين طرابلس والساحل والداخل وكان على الطرق الفرعية عدة حصون لمراقبة هذه الطرق مثل قلعة الشيخ ديب وقلعة الأكمة لمراقبة الوادي المعروف بوادي القصيبة وقلعة برج تخلة لمراقبة وادي نهر قيس وهي آثار دمرت تماماً في حين أن قلعة الشيخ ديب لا تزال تحوي آثار لقاعات اجتماعات ومراكز ولكن مهدمة من أيام السلطان بيبرس.
خضعت الدريكيش للفينيقيين منذ فترة قبل الميلاد وحصن سليمان الأثر الفينيقي لا يزال شاهداً حتى الآن واسمه الحقيقي معبد أزوس وعشتار، سيطرت عليها الممالك الآرامية المتعددة وهاجمها الفرس وحكموها حتى سقطت بيد الينوان قام 333 ق.م. بقيادة الاسكندر المقدوني ثم حل الرومان محل السلوقيين عام 64 ق.م.


التاريخ الإسلامي

حرر العرب الدريكيش من الروم عام 17هـ (638 م) بقيادة عبادة بي الصامت النوفلي في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي بأمر من عبيدة بن الجراح وانتشر فيها الدين الإسلامي وأزاحت اللغة العربية كل اللغات التي كانت سائدة في المنطقة قبلها.أتت إلى الدريكيش هجرات عربية من طي - كندة - حمير - همذان وخضعت للحكم الأموي والعباسي وكانت بلاد صافيتا مركزها الدريكيش تمتد من سهل عكار إلى البيرة ومن تلكلخ إلى الشيخ بدر ومنطقة طرطوس.
دخلها الصليبيون عام 1099م وقاموا ببناء الأديرة والحصون مثل برج صافيتا وبرج تخلة ولكنها تعرضت في عام 1170 لهزة أرضية، وفي عام 1188م بدأ صلاح الدين الأيوبي بتحرير سوريا من الصليبيين وحرر العرب برج صافيتا وبرج تخلة وقلعة الحصن على يد الظاهر بيبرس.
دخل العثمانيون سورية عام 1516م وجعلوا بلاد صافيتا قائمقامية مركزها الدريكيش تتبع لواء طرابلس الشام.


التاريخ الحديث

دخل ابراهيم باشا الدريكيش عام 1832م واعتبر قوة منقذة من مصائب الحكم العثماني ولكن مظالمه أدت إلى قيام حركة مسلحة بقيادة آل شمسين وانتهت بحرق المدينة في ربيع 1838م ولم ينج من سكانها إلا القليل ثم رحل إبراهيم باشا عام 1840م وعادت الدريكيش إلى السلطة العثمانية وعاد حكم الباشوات الأتراك، وعُيّن عام 1845م اسماعيل خير بيك متسلماً وقتل عام 1858م من قبل العثمانيين بسبب تضايق العثمانيين من نفوذه الذي امتد إلى سرايا الدريكيش، وبعد هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى دخلت القوات الفرنسية الدريكيش عام 1919م بقيادة الكابيتان رساك والكابيتان فيسو، وقد ثار الشيخ صالح العلي على الفرنسيين واستمر ذلك حتى جلاء الفرنسيين عن الدريكيش وقد تحولت الدريكيش في عام 1920م تحولت الدريكيش إلى ناحية ولم تعرف التقدم إلا بعد الاستقلال، ودخلت الدريكيش بعد الحركة التصحيحية عصراً جديداً وتحولت إدارياً إلى منطقة وشهدت التطور في جميع مجالات الحياة.