قصّ جامح نحو وميضِ الشعر
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصّ جامح نحو وميضِ الشعر
هداهدُ الرُّوح
تبلَّلَت قميصُ اللَّيل من سهر اللَّيالي، وقفَ القمرُ منتظراً عبورَ عاشقة من لونِ الشَّفق، تمايلت خاصرة الشَّمس الممتدَّة على مدى البصر، خطوط مخضوضرة بحنين الغابات تناثرَت فوق صدر غزالة برّية، تسابقُ نسيم الصَّباح، تبحثُ عن مولودٍ تقاذفته ألسنة نيران الحروب، أنينٌ مفتوح يداهمني، يدمي ظلالَ القلبِ، فواجعٌ تتكاثرُ مثل الأرانبِ، تتسلَّلُ إلى مغائرِ غربتي، حروبٌ في نهايات القرن، في بدايات القرن، حروبٌ على مساحات القلمِ، على مساحات فسحة الحلمِ، ضجيجٌ يشنفرُ الآذان ينزُّ في مفازات أوتارِ النَّغمِ؟!
آهٍ، ماتت هداهدُ الرُّوح قبلَ أن ترى هشاشةَ الصَّنمِ!
آهٍ، ماتت هداهدُ الرُّوح قبلَ أن ترى هشاشةَ الصَّنمِ!
حلمٌ مشروخ
بكَت نجمةُ الصَّباح عندما لاح لها من فوق خواصرِ الجبال، اشتعال بسمة الأطفال وهم يَحْبُون نحو أمهاتهم اللواتي يصعدن نحو قمم الجبال، هرباً من طواغيتٍ مقمّصة باسودادٍ مشرشرٍ من أجنحةِ الوطاويط.
متعةُ العبور
عبرت سفينة محمَّلة بالأحلام، تمخرُ أسرارَ البحرِ، تهفو إلى الوصول إلى ضفافِ شاطئٍ مركون فوق أكتافِ مروجٍ مستنبتة من نداوةِ اللَّيل، ضحكَ البحّار ضحكةً مجلجلة عندما اصطاد صيداً ثميناً، سحب صنَّارته، ما هذا؟! قصائدُ شاعرٍ من لونِ حفاوةِ الموجِ، قصائدٌ معفرّة بملوحةِ البحرِ، قرأ القصائد بمتعةٍ لذيذة، شعرَ وكأنَّها مندلقة من شهقةِ مرجانِ البحرِ!
لوحة طافحة بالوئام
نهضَ من أعماقِ الذَّاكرة، مشهداً مكتنزاً بالعشب، طفلة تدحرجُ نفسها فوقَ منحدراتِ طراوةِ المروجِ، تطيرُ على مقربةٍ منها عصافيرٌ في غايةِ الجمالِ، كأنها عصافيرُ الجنّةِ، بيضاء منقّطة بازرقاق خفيف، ومخطَّطة باخضرار فاتح فوق صدورها الغضّة وفروة رؤوسها الصَّغيرة، طارت حمامة يانعة من عشِّها بصعوبةٍ واضحةٍ، تريدُ التدرّبَ على الطيرانِ، تعبَتْ وحطّتْ بهدوءٍ فوق كتفِ الطفلة الأيمن، أدارت الطفلة وجهها نحو الحمامة، ابتسمت لها، كأنها صديقة مدلَّلة، وضعَتِ الحمامة رأسها على خدِّ الطفلة، تبدو وكأنَّها تهمسُ لها سرَّاً من أسرارِها، كانتِ العصافيرُ تحومُ فوقها بغيرةٍ كبيرةٍ، مذهولة بهذا الانسجام المفاجئ!
ستوكهولم: 5 ـ 11 ـ 2007
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
www.sabriyousef.com
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
www.sabriyousef.com
رد: قصّ جامح نحو وميضِ الشعر
ليس بحوزتي حروفٌ .. تكفي لأن أُعبر عما أحدثتهُ لوحاتكَ الخلابة ....
في منتدانا .....
مجرد وجود اسمكم الموقر ها هنا ... لهوَ شرف عظيم لنا ....
مع فائق احترامي ...
في منتدانا .....
مجرد وجود اسمكم الموقر ها هنا ... لهوَ شرف عظيم لنا ....
مع فائق احترامي ...
رامــي خمــو-
عدد الرسائل : 50
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 08/10/2007
رد: قصّ جامح نحو وميضِ الشعر
منذ قليل الايام سألتك ياصديقي اي شيطان يلهمك واليوم اكرر سؤالي اي شيطانة ابداع تلهمك لتصوغ هذه الروائع

» قصة ( بأبيات من الشعر )
» قص جانح نحو وميض الشعر ـ 2 ـ
» أجمل ماقيل في الحب في الشعر العربي
» الشعر صديق روحي وبهجة خلاصي من ضجر الحياة
» ردَّاً على إجابات الشاعر على الشلاه حول ارتباك الشعر
» قص جانح نحو وميض الشعر ـ 2 ـ
» أجمل ماقيل في الحب في الشعر العربي
» الشعر صديق روحي وبهجة خلاصي من ضجر الحياة
» ردَّاً على إجابات الشاعر على الشلاه حول ارتباك الشعر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى