طفل حي في براد الموتى
صفحة 1 من اصل 1
طفل حي في براد الموتى
ابلغت السيدة والدة الطفل بوفاة ابنها تحت العملية الجراحية في مشفى المواساة .. بالطبع لن نشرح ماحدث وقتذاك لكم ان تتخيلوا كيف كانت حالة هذه السيدة المفجوعة ..حاولت السيدة المسكينة الوصول الى جثة ابنها لكن ذلك لم يكن مسموحا لان الجثة ارسلت الى براد الموتى في المشفى وعلى اولياء المرحوم الصغير ان يبدأوا سلسلة اجراءات روتينة بائسة ومملة وطويلة لاسترداد جثة المتوفى والقيام بدفنه لكن والدته اصرت على ان تصل اليه لتقبله القبلة الاخيرة ..رفض المعنيون طلبها اول مرة وعاشر مرة ولكنها لم تضعف وظلت تبكي حتى سمح لها بالذهاب الى قسم البراد وهناك كانت المفاجأة فقد رأت شفة ابنها المتوفي تحت العملية كما ابغلت ..رأت شفته السفلى تهتز . اصيبت الوالدة بالصدمة وبدأت بالصراخ والبكاء والعويل وهرع الاطباء الذين علموا بالقصة الى قسم البراد وسحبوا الطفل وعادوا به على عجل الى غرفة العمليات ولكنه كان قد فارق الحياة ...هذه ليست قصة فيلم متخيل او ملخص رواية مفزعة انما هي حكاية حدثت في مشفى المواساة قبل ايام وقد اثارت موجة من الاستياء والسخط في صفوف المواطنين الذين علموا بها ... وللوقوف على حقيقة ما جرى اتصلت شام برس بوزير التعليم العالي الدكتور غياث بركات المنهمك هذه الايام باسبوع العلم وسألته عن الحادثة فقال : مع الاسف نعم هذا ماحدث وقد بدأت شخصيا وفورا التحقيق بالامر وقمت باستدعاء مدير المشفى والطبيب الذي قام بالعمل الجراحي والطبيب المخدر والفريق الطبي الذي ساعد الجراح واستمعت الى التفسيرات التي قدمها الاختصاصيون ونحن الان نقييم نتائج التحقيق لاتخاذ الاجراء اللازم واضاف الدكتور بركات لقد افزعتني الحادثة ولكن الاطباء قالوا ان الطفل توفي قبل ارساله الى البراد وان قلبه توقف تماما وان الفحوصات التي قاموا بها قبل اعلان الوفاة في المرة الاولى دلت على وفاته الاكيدة لكن ما شاهدته والدته بحسب نتائج التحقيق الذي قمت به شخصيا هو اختلاجات عضلية بسبب المخدر وقد ظهرت على الشفة بعد الوفاة وبالرغم من ذلك طلبت خبرة طبية لمعاينة نتائج التحقيق للتأكد من الحالة التي نحن بصددها وتقوم الوزارة بمتابعة تفصيلية لوقائع هذه الحادثة واذا ثبت تقصير او اهمال او تسرع في اعلان الوفاة فان الوزارة ستتخذ اقصى العقوبات وعلى الجميع تحمل مسؤلياتهم ..وختم الدكتور بركات اننا بصدد اعادة النظر في اساليب عمل ادارات المشافي التي تشرف عليها وزارة التعليم العالي وابواب مكتبي مفتوحة للجميع وارجو من الاخوة المواطنين مساعدتنا في تقييم اداء ادارات المشافي وفرقها الطبية والخدمية ..ومع التقدير لتعاون وزير التعليم العالي وتفاعله مع الصحافة وتعامله الفوري مع الملفات التي تعرضها الصحافة الا اننا نريد ان نعيد على اسماعه ان الحالات الادارية والخدمية في المشافي التي تشرف عليها وزارته او وزارة الصحة لاتسر وكلمة متخلفة قد لا تكفي لوصف هذه الحالات ولدينا اذا اراد ملفات وملفات عن هذه المشافي...نذكر بان هذه الحادثة سبقتها حادثة اكتشاف متوفي في " مراحيض " مشفى المواساة وتم يومها تكليف لجنة تحقيق بإشراف السيدة عميدة كلية الطب السابقة ونتج عنها تبرئة الدكتور مدير المشفى وتثبيته في مركزه وإزاحة العميدة من منصبها..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى