بوابة البصيرة

تقع قرقيساء شرقي مدينة دير الزور بمسافة 43 كم عند ملتقى نهر الخابور بالفرات في منطقة زراعية خصبة

كان اسماها تاباكان ثم شويرا ثم سوكي بالعهد الآشوري سماها اليونان تركبسون وسماها الرومان سيرسيوم وعندما فتحها العرب كان اسمها قرقيساء نسبة إلى قرقيسيان الملك طمهور كانت عامرة زاهرة كثيرة السكان وافرة الثروة بلغ عدد سكانها في العهد الروماني 60 ألف نسمة ذكرها المؤرخون فقال ابن حوقل:
لها بساتين وأشجار وفواكه

وقالت ياقوت الحموي:
بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على بعد ست فراسخ وعندها مصب الخابور بالفرات فهي مثلث بين الخابور والفرات

وقال صخرة الأصفهاني:
قرقيساء معرب كركيساء وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم الإرسال الخيل المسمى في العربية (الحلبة)

نفذ إليها سعد بن أبي وقاص جيشاً عام 16 للهجرة وهو بالمدائن على رأسه عر الزهري
ولما فتح عياض بن غنم الجزيرة عام 19 للهجرة وجه حبيب بن مسلمة الفهري إلى قرقيساء ففتحها على مثل صلح أهل الرقة ولما مات عياض والي الجزيرة ولي الجزيرة عمير بن سعد سلك الخابور حتى أتى إلى قرقيساء وقد نقض أهلها مصالحهم مثل صلحهم الأول

لعبت قرقيساء دوراً في تاريخ المنطقة السياسي فقد كانت مركز للقبائل القيسة زفرين الحارث الكيلاني الذي كان يدعو لابن الزبير ضد الأمويين وفي عهد العباسيين كانت قرقيساء مسرحاً للحوادث وخاصة في زمن المعتصم فقد ثأر بها عجيف بن عبسة ضد المعتصم بسبب زيادة نفوذ الأتراك وقد صالح أبو طاهر سليمان أمير قراطمة البحرين ثم استولى القرامطة على قرقيساء.

هذا هو موقع قرقيساء الأثري بشكل موجز ومبسط وجاء عدد من السكان إلى التلة الأثرية من جهات متعددة وحلت محله قرية صغيرة فقيرة حملت اسم البصيرة
لازم المكان سوء الحظ فنهبت الحملة الفرنسية القرية عام 1922 على فقرها.

لا يعلم مصدر تسميتها باسم البصيرة

يقول العالم الألماني (هرتزفلد) الذي زار المنطقة في أوائل العشرين :
إن هذه التسمية أتت من اسم دير قديم كان قرب قرقيساء يسمى بدير البصيرة ولدى السؤال عن هذا الدير نفى أهل المنطقة هذا الدير وهذا أقل بسيط بالنسبة لتسميتها.

وهناك رأي آخر في تسميتها:
إن أحد المسافرين في القوافل التي كانت تأتي إلى المنطقة حيث لاحظ الشبه بين موقع البصيرة على شط العرب وموقع قرقيساء حيث يلتقي الخابور بالفرات ويؤلفان نهراً واحد فسمى المكان البصيرة تصغيراً لاسم البصرة

ولعل أبناء البصيرة الذين كانوا في جيش علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وعندما مروا في المنطقة لاحظوا الشبه بين البصرة في العراق وهذه المنطقة فسموها البصيرة .

هناك قول آخر :
إن بدوياً يعتلي قمة التل وينظر إلى الجهة الشمالية ويخبر جماعته بأنه يبصر جبال ماردين وبيوت قراها فسمى المكان باسم البصيرة أي المكان الذي يبصر منه

إن قرقيساء كانت مسرحاً عظيماً للأحداث السياسية وخاصة في العهد الأموي والعباسي وهاهي اليوم قلعة من قلاع البعث وثروة وطنية فيما تقدمه لهذا الوطن من رجالها وإنتاجها الزراعي والحيواني والبترولي