السامري الطالح ..؟.!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
السامري الطالح ..؟.!
السامري الطالح إنّ سامريا ً صالحا ً تحوّل إلى سامريّ ٍ رديء ٍ طالح عندما أنقذ حياة امرأة ، ومن ثم سرق حقيبة يدها ! قالت مصادر البوليس في المدينة نقلا ً عن شهود ٍ عيان: إنّ احد المارة لاحظ امرأة بائسة كانت تريد أن تلقي بنفسها من على جسر ٍ عال ٍ ، فما كان منه ( أي السامري ) إلاّ أن قاومها حتى رضخت له ، فوقعت على الأرض وغابت عن الوعي ...وهنا فوجىء الشهود عندما رأوا الرجل نفسه يسرق حقيبة يدها ويهرب ... إنّ تصرف هذا الرجل غير اللائق يصوّر لنا إحدى طرق الفريسيين في حياتهم ، إذ كان يُظن بأنهم قائمون بخدمة الشعب ، ومستعدون لمساعدتهم وإنقاذهم – مت 23 : 15 . كانوا بحسب الظاهر رجال ُ صلاة وحافظي الكتاب ، وأبطالا ً في الإيمان ومعينين للمحتاجين وإلى ماهنالك ..ولكن قلوبهم ونواياهم أظهرتهم بأنهم لصوص ومستغلون للناس ..! قد لا نكون نحن أفضل من ذلك في وقتنا هذا ..؟ إذ كثيرا ً ما نمدّ يد المعونة بنيّة صادقة لمساعدة الآخرين ، ولكن في دواخلنا سريعا ً ما نتحوّل إلى الاهتمام بأمورنا ومصالحنا الشخصية أكثر مما لهم ..!أجل ..يؤكّد ربّ المجد قائلا ً :مت 23 – 28 ... 23- ويل لكم أيها الكتبة و الفريسيون المراؤون لأنكم تعشرون النعنع و الشبث و الكمون و تركتم أثقل الناموس الحق و الرحمة و الايمان كان ينبغي ان تعملوا هذه و لا تتركوا تلك24 - أيها القادة العُميان الذين يصفون عن البعوضة و يبلعون الجمل 25 - ويل لكم أيها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تنقون خارج الكاس و الصحفة و هما من داخل مملوان اختطافا و دعارة26 -أيها الفريسي الأعمى نق أولا داخل الكأس و الصّحفة لكي يكون خارجهما أيضا نقيا27 - ويل لكم أيها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة و هي من داخل مملوءة عظام اموات و كل نجاسة 28 - هكذا انتم أيضاً من خارج تظهرون للناس أبرارا و لكنكم من داخل مشحونون رياء و اثما0حقًا ما أخطر أن يهتمّ الإنسان بشكليّات العبادة الخارجيّة دون أن يلتقي بالسيِّد المسيح نفسه جوهرعبادتنا وسرّ حياتنا، فتصير العبادة ليست كأسًا للخلاص، وإنما يحمل موتًا للنفس وضيقًا للجسد. وتتحوّل حياة الإنسان إلى قبر جميل من الخارج ينعته الناس بالجمال الروحي والنقاوة، إذ هو مبيَضّ بينما في داخله يحمل نفسًا ميّتة ونجاسة، وإذ لا يجد السيِّد المسيح فيها له مسكنًا. وكما يقول القدّيس جيروم: (كما أن القدّيس هو هيكل الله، هكذا الخاطي يُقيم من نفسه قبرًا.) إذًا يهتمّ الكتبة والفرّيسيّون ببناء قبور الأنبياء ويزيِّنون مدافن الصدِّيقين، فإنهم بهذا العمل إنّما يشهدون عما فعله آباؤهم بالأنبياء والصدِّيقين، إذ قاوموهم وقتلوهم. وها هم يكمِّلون مكيال آبائهم مدبِّرين المؤامرات لقتل السيِّد المسيح نفسه. يخاطبهم القدّيس جيروم على لسان السيِّد المسيح، قائلاً: (املأوا بدوركم مكيال آبائكم، فما لم يحقّقوه هم أكملوه أنتم؛ هم قتلوا الخدّام، وأنتم تصلبون المعلّم. هم قتلوا الأنبياء وأنتم تصلبون ذاك الذي تنبَّأ عنه الأنبياء.) هكذا يدفع الرياء الإنسان من عمل شرير إلى آخر حتى ينتهي بمقاومة الحق تمامًا، مقدّمين دم الأبرياء ثمنًا رخيصًا في أعينهم، إنه يُحذّرهم من هذا المرض الخبيث الذي هو الرياء، الذي دخل بهم إلى دوَّامة المظهر الباطل والكرامة الزمنيّة ليعبر بهم إلى اغتصاب حقوق الأرامل، متستّرين تحت لواء الكرازة، فيدخلون بالدخلاء إلى نار جهنّم، وتحت ستار الوصيّة يقدّمون ما هو ظاهر، ويكسرون جوهرها. هكذا يلتحفون بشكليَّات العبادة، فيحكمون على أنفسهم بالموت، متستِّرين بقبر أجسادهم، وأخيرًا ها هم يدبِّرون المؤامرات لقتل ابن الله الوحيد ثمنًا للحفاظ على كراسيهم وسلطانهم وكرامتهم، تحت ستار الدفاع عن مجد الله والناموس والأنبياء. فالبشر في طبيعتهم أغبياء، يتعبون، ويجمعون ويبنون، ويتعلّمون، ويقصدون العظمة، وكل أمر زائل. مع أنّ من يموت، لا ينتقل معه الشرف ولا أرصدته في البنوك. ليت الناس، قبل طلب المواهب والعطايا، يطلبون الواهب المعطي نفسه، فيصبحون أغنياء به. لأنّ من يعرفه، يدخل الأبدية، يحصل على الغنى الباقي. الله محبّة. فمن يريد جمع كنوز له في السّماء، فليعزّ الحزانى، وليساعد اللاجئين، وليعتنِ بالبُسطاء. لأنّ كل شيء يزول، إلا المحبّة بالمساكين فهي أبدية. فلا تدّعي أخي الإنسان : كاهنا ً كُنت َ أم كارزا ً أم مؤمنا ً أم شبه مؤمن أن تكون ما لاتريد أن تكون ..؟.! _________________ |
وديع القس1-
عدد الرسائل : 20
العمر : 67
تاريخ التسجيل : 12/04/2008
رد: السامري الطالح ..؟.!
كلامك جواهر اخي العزيز شكرا جزيلا على ماكتبت
ريمون عبود- Admin
-
عدد الرسائل : 80
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 10/10/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى