بوابة الزبداني
صفحة 1 من اصل 1
بوابة الزبداني
تاريخ الزبداني
سبب التسمية وضبط الاسم
الزبداني مدينة عريقة في التاريخ، وهي مأهولة منذ أزمان سحيقة ، وسكانها الأصليون هم الآراميون ـالسريان ـ سكان سوريا العربية الأساسيون ، ومن الطبيعي أن يترك هؤلاء السكان سماتهم من كل الأشياء التي كانوا يتعاملون بها ويستخدمونها ومنها تسمية البلدة.
ففي العهود التاريخية القديمة لا بد من ذكر أن هناك أكثر من احتلال مرّ على بلادنا وترك أشياء تأثر بها السكان الأصليون وبدورهم أثروا بالمحتلين في أشياء
يقول الخوري أسحق أرملة : جاءت من زبدى وهي الأرملة المعروفة بالمعنى العربي نفسه الأكلة المعروفة ـ الزبدة ـ إذاً الاحتمال هو الاسم التاريخي الأول للزبداني أي الزبدة ـ أي زبدى ـ
وجاء في مقال للأب أيوب سميافي جريدة ألف باء / 1929/ تحت عنوان : دراسات تاريخية كما جاء في كتاب
( الزبداني عبر التاريخ ) للأستاذ حسين محمد اسماعيل : ( هي بلدة كبيرة من بلدان الشام، موقعها في الشمال الغربي من دمشق ، وكلمتي عنها تاريخية عن قديمها مما هو غير مشهور عند أبناء عصرنا اسمها : يقول البعض بكسر الأول وسكون الثاني ، وعند البعض الآخر بفتح الأول والثاني وهذا الأصح المنقول عن أصله الآرامي .ومن هؤلاء الشاعر الدمشقي شهاب الدين فتيان بن علي الشاغوري المتوفى سنة / 1218 / بقوله:
يا جنة الزبداني أنت مسفرة بحسن وجه إذا وجه الزمان كلح
وأما الباء الأخيرة فقد وردت في الأصل خفيفة لا مشددة لأنها أصلية فيه لا نسبية وسيرى القارىء صحة ما ذكرنا في لفظ الاسم المنقول إلى اليونانية في القرن الرابع قبل المسيح عن الآرامية هكذا : ZABADONU أما الأصل الآرامي ( السرياني ) فهو بصيغة الجمع زابادوني ZABADONY وهو هكذا بحاله إعرابية في الأصل المفرد ( زبد ) ومعناه لب الخير أو خلاصة الخير أو الخير اللبي.
وهكذا دخل إلى العربية بنفس اللفظ والمعنى أوجد الآراميون إلهاً وعملوا له صنماً وعبدوه وبنوا له الهياكل وجعلوه ابن الشمس الإله العام عندهم الذي يسمونه ( ايل ) وسموه زبدئيل بسكون الثالث.
وقد حكم اليونانيون سوريا القرن الرابع قبل الميلاد وتركوا الزبداني مركزاً تابعاً لدمشق وأبقوا لها اسمها الآرامي وقد وجد عمود في قلعة الكوكو عليه كتابة يونانية معناها:
الإله زبد هبة الشمس وقد عبد اليونانيون هذا الإله الآرامي أيضاً وزافاد ( ZAVAD ) هو إله الخير والعطاء وهنا صار لدينا معنيان للاسم:
1ـ الزبداني ـ زبدى ـ أي اللب وهو المعنى نفسه لزبدئيل
2ـ زافاد إله الخير والعطاء.
أما ما جاء كتاب دليل المصايف ، فإنه يبتعد جداً عن هذه الأسماء والمعاني حيث قال: إنه ينسب إلى زبد قائد الملكة زنوبيا ملكة تدمر
وهناك احتمال رابع للاسم وهو أن هذا الاسم جاء من اللغة الفارسية وأنه عندما احتل الفرس سوريا أطلقوا على منطقة : ( سيب دان ) ومعناها بلدة التفاح حين وجدوا أن فاكهة التفاح في المدينة تطغى على كل الفواكه الأخرى ، وقد تكون لرائحة التفاح الزباني المشهورة أسباب من وراء التسميات والتسمية الفارسية جاءت أيضاً عند صاحب القطوف حيث قال إن الزبداني هي سيف دان وهي تسمية فارسية تعني ( مغرس التفاح )
ويبدو أن التسمية الفارسية حدثت صدفة أو تصادف معنى بلدة التفاح في الفارسية وهو ( سيف دان ) بكلمة الزبداني : ويمكن القول أن الحتمال الأقرب إلى الصحة تاريخياً وعلمياً للإسم هو الاسم الآرامي الأصلي للكلمة أي من كلمة زبدي الآرامية وذلك :
1ـ لقدم الكلمة
2ـ للمسمى الآرامي لهذا المعنى ولأن الزبداني آرامية الأصل
3ـ لتقارب المعنى اليوناني مع الاسم الآرامي ولثبوت عبادة اليونانيين ( لزافاد ) إله الخير
المرجع : الزبداني تاريخ وحياة
للمؤلف : محمد خالد رمضان
الباب الأول ـ الفصل الثاني ـ بتصرف
الزبداني في التاريخ
الزبداني بلدة آرامية مثلما هي مدينة دمشق والكثير من المدن السورية يستدل على هذا من البقايا والأنقاض القديمة ، ومن التسميات للكثير من أراضيها والقرى التابعة لها ومن هذه القرى والأراضي نعدد : شحرايا ـ الجرجانية ـ حازورة ـ السوتسير ـ الشليات ـ السفيرة ـ آدوبا .
وهناك أيضاً المعبد الآرامي في دير النحاس ويقع شرقي البلدة وتأتي عبادة الإله بعد التصنيف شاهداً على آرامية المنطقة إذ كان الإله المذكور معبوداً عند الآراميين وانتقلت عبادته إلى العرب أيضاً فعرف باسم اللت ويقال للزوج بالعربية ( البعل ) ومعنى نهر بردى بالآرامية ( البارد ) فهو اسم آرامي معروف . انتهى الحكم الآرامي باحتلال الفرس لسوريا ولبنان وتبعت سوريا وبالتالي الزبداني للإمبراطورية الفارسية منذ عام 550 قبل الميلاد . وانتهى الحكم الفارسي باندحار الفرس واستيلاء اليونانيين على المنطقة كلها في القرن الرابع قبل الميلاد ، حيث استولوا على الزبداني أيضاً وأقاموا فيها وعمروا معبداً دعي معبد الكوكوس ويدعى في الزبداني باسم قلعة الكوكو وهو معبد لإله الخصب والعطاء والحبوب وفي القلعة ـ المعبد ـ بقايا كثيرة من أعمدة وقبور .
وهناك كتابة يونانية عن الإله المحلي ( زافاد ) ومعناه لب الخير الذي عبد من قبل اليونانيين أيضاً ، ثم خضعت المنطقة لحكم السلوقيين الذين امتد نفوذهم حتى مصر وبعدئذ أنهى الرومان بقيادة القائد (بومبي ) عام 64 قبل الميلاد حكم السلوقيين ودخلت المنطقة كلها تحت نفوذ الرومان وحكمهم .
وأثناء حكم الرومان للمنطقة قسموها لثلاثة أقسام :
أما في منطقة الزبداني فقد أسسوا مملكة (ابلية ) وولوا عليها (ليسلنياس )
أما قاعدتها فكانت سوق وادي بردى وكانت هذه المملكة مؤلفة من أربع مقاطعات : الجليل ـ الجيدور ـ اللجا ـ الابلية وهي مملكة واسعة كبيرة ضمت مناطق كثيرة وتصل حدودها إلى فلسطين ولبنان .وقد وصلت مباني هذه المملكة إلى وادي القرن، وقد ورد اسم الأبلية في تذكرة لوقا ليوحنا المعمدان.وورد في دائرة معارف لاروس الفرنسية ذكر أبيلا وإنها مدينة غربي دمشق في سوريا المجوفة في أسفل جبل سنير وأنها اليوم قرية تدعى ( سوق وادي بردى ) وقرب مملكة الأبلية قبر يدعى ( قبر أبيل ) ويقال له قبر هابيل ويحكي البعض أنه قبر النبي هابيل والاحتمال الكبير أنه قبر الغحدى الأسر من مملكة الأبلية ثم أنهى الرومان حكم أسرة بتلمايس بن مينا في مملكة ايبلا بعد موت ليسانياس الثاني واعتمدوا على بني غسان في ولاية دمشق والمنطقة.
وفي عام 608 م استولى كسرى أبرويز ملك فارس على المنطقة بما فيها سوريا ولبنان وعلى دمشق عام 611 م وبقي الفرس حتى عام 623 م ثم طردهم الرومان بعد عدد من الحملات قدرت بست حملات منذ عام 622 حتى عام 629 م
وبعد عدة أعوام فتح العرب المسلمون وكان ذلك في عام 636 م وثم فتح الأبلية في العام ذاته مع الزبداني بعد معركة شرسة في ميسلون ذهب ضحيتها عدد كبير من الشهداء المسلمين ، لذا سموا هذه المنطقة ب (عين ميسنون ) أي (عين الشهداء ) ومن يومها أصبحت المنطقة جزءاً من الدولة الإسلامية وحينها خربت قرى كثيرة ومن ضمنها (ذاكية )في موقع التكية الحالي وسميت التكية بهذا الاسم زمن الملك الأشرف بن قلاوون عام 1293 م وتم الاستيلاء على الأبلية وقت الاحتفال السنوي العام وأعاد الأهالي بناء ما تهدم من قراهم كالسفيرة وذاكية وغيرهما وبدأ الازدهار يعود إلى المنطقة وظهر اسمها بين المدن حتى أن المؤرخ ( أبي الفداء ) قال في كتابه تقويم البلدان :
( إن الزبداني مدينة ليس لها أسوار وهي على طرف وادي بردى والبساتين هناك متصلة إلى دمشق ) وهي بلد حسن كثير المنازه والخصب ومنه إلى دمشق ثمانية عشر ميلاً .
وقال المؤرخ ابن عساكر:
( إن الزبداني مدينة حسنة كثيرة البساتين والخيرات وإنها لا سور لها )
وكان حكام دمشق يقطعونها الأمراء والولاة الذين فقدوا بلادهم بسبب الحروب أو غيرها. ويعو حنونهم عما دعاهم ومنها حينما جاء فخر الملك بن عمار الذي كان حاكماً في طرابلس الشام وحارب الصليبيين المحاصرين له ولما تغلبوا عليه واستولوا على بلدته لجأ إلى الأتابك ظهير الدين طغتكين حاكم دمشق من قبل السلجوقيين فأكرمه هذا وواساه بأن أقطعه الزبداني وأعمالها وذلك (502ه ـ 1109 م ) .
بعدئذ حكم الزبداني عدد من أبنائها ومنهم الأمير حجي بن عبد الله وفي عام
(545 ه ـ 1151 م ) . أتى الأمير الشاعر أسامة بن منقذ وهو من آل منقذ الذين حكموا قلعة شيزر ـ أتى نافراً من عمه الأمير سلطان ولجأ إلى الأمير نور الدين محمود زنكي ، فأدناه الأمير نور الدين وقربه منه وأقطعه مدينة الزبداني.
ثم تتابع الحكام الزبدانييون على حكم الزبداني وحكمها بعض أمراء آل سرايا وفي عام 800 ه وخلال عهد الأيوبيين أصبحت الزبداني عاصمة مملكة حكمها محمد العادل وأعقبه على حكمها السلطان هلال وهذان الحاكمان لهما مقامان مشهوران في الزبداني وبلغ عدد سكان البلدة آنذاك 200 ألف نسمة ويتبع لها القلمون ووادي اليتم والبقاع ويحيط بها عدد من القرى الكبيرة.
وكان المغول قد اجتاحوا المنطقة كلها عام 1400 م ودمروا في طريقهم كل شيء وخربوا المدن والقرى ونال الزبداني الشيء الكثير من التدمير والخراب
وفي عام 1516 استولى العثمانيون على سوريا كلها وأنهوا حكم المماليك وتبعت الزبداني إلى ولاية دمشق وتنازع عليها بعد تضعضع الحكم العثماني ولاة دمشق وولاة جبل لبنان . وحكمها الحرافشة عام 1623م وكان حاكمها الأمير يونس الحرفوش إلى الزبداني بعد إنهاء حكم فخر الدين المعني وفي عهد السلطان عبد الحميد ألغيت حاكمية المقاطعات وألحقت الزبداني بقضاء وادي العجم ومركزه قطنا وفي عام 1899 فصلت عن وادي العجم وأصبحت مركز قضاء وضمت الزبداني في العهد العثماني قرى جنتا ومعربون ويحفوفا وظلت هذه القرى تابعة للزبداني حتى أواخر العهد الفيصلي ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى جاء الانتداب الفرنسي على سوريا حسب اتفاقية سايكس بيكو بعد معركة ميسلون الشهيرة واستشهاد بطلها يوسف العظمة وذلك في 25 / 7 / 1920 / وحينها فصلها الفرنسيون قرى معربون وجنتا ويحفوفا عن الزبداني وألحقوها بلبنان وكذلك ألحقوا مناطق أخرى هي البقاع وحاصبيا وراشيا . وبعد الحرب العالمية الثانية حقق الشعب السوري انتصاره الكبير على الفرنسيين بعد أن قدم شهداء كثيرين وأعلنت سوريا استقلالها وذهب المستعمر الفرنسي إلى غير رجعة.
استمرت الزبداني مركز قضاء ودعيت بقائمقامية الزبداني والمسؤول عنها كان يدعى القائم مقام إلى أن تغير اسم القائمقامية واستعيض عنه باسم مديرية منطقة والمسؤول عنها يدعى (مدير منطقة ) واستمر ذلك إلى الآن وتتبع إدارياً لمنطقة الزبداني خمس نواح هي :
1ـ عين الفيجة
2ـ الديماس
3ـ مضايا
4ـ سرغايا
5ـ مركز المدينة
أسماء بعض الأماكن في الزبداني
للأسماء دلالات ومعاني يمكن أن يتعرف المرء من خلالها على تاريخ منطقة ومجموعة بشرية ومدى مرور العديد من الحضارات في هذه المنطقة. ونورد فيما يلي بعض أسماء الأماكن في الزبداني وهي ذات أصول آرامية, سريانية, فارسية, ويونانية:
وادي قاق – شليَا – حقل المغار – عش الرخمة - سابيَا – الكواشي – وادي أبو نجم – كرب المحدلة – عين الحمة – أرض الخان – طريق المعاصر – عريض الخوص – سكر برهان – العرضان – زوراب فطوم – السيلان – جامراح – حاليا – شمرايا – الدقاق – مسرور – دير النحاس – القشاقيش – الجرجانية – الكبري – دين الأخرس – الدلي – زعطوط - السوسية – حازورة – دين شكر – الغجري – كفر نفاخ – النبي عبدان – عين جابر – الزلاج – الغميقة – حقل الجوز – عين شخوب – أرض المدقر – الطالع – ساحة العجان – طريق الميداني – زقاق المسك – قلعة الزهرة – النابوع – نهر القوس – أرض العرق
**************************************************
المصادر والمراجع
1ـ الزبداني تاريخ وحياة
المؤلف : محمد خالد رمضان
الباب الثاني ، الفصل الرابع
2ـ خطط الشام
المؤلف : محمد كرد علي
الجزء الأول
3ـ لبنان في التاريخ
المؤلف : فيليب حتي
سبب التسمية وضبط الاسم
الزبداني مدينة عريقة في التاريخ، وهي مأهولة منذ أزمان سحيقة ، وسكانها الأصليون هم الآراميون ـالسريان ـ سكان سوريا العربية الأساسيون ، ومن الطبيعي أن يترك هؤلاء السكان سماتهم من كل الأشياء التي كانوا يتعاملون بها ويستخدمونها ومنها تسمية البلدة.
ففي العهود التاريخية القديمة لا بد من ذكر أن هناك أكثر من احتلال مرّ على بلادنا وترك أشياء تأثر بها السكان الأصليون وبدورهم أثروا بالمحتلين في أشياء
يقول الخوري أسحق أرملة : جاءت من زبدى وهي الأرملة المعروفة بالمعنى العربي نفسه الأكلة المعروفة ـ الزبدة ـ إذاً الاحتمال هو الاسم التاريخي الأول للزبداني أي الزبدة ـ أي زبدى ـ
وجاء في مقال للأب أيوب سميافي جريدة ألف باء / 1929/ تحت عنوان : دراسات تاريخية كما جاء في كتاب
( الزبداني عبر التاريخ ) للأستاذ حسين محمد اسماعيل : ( هي بلدة كبيرة من بلدان الشام، موقعها في الشمال الغربي من دمشق ، وكلمتي عنها تاريخية عن قديمها مما هو غير مشهور عند أبناء عصرنا اسمها : يقول البعض بكسر الأول وسكون الثاني ، وعند البعض الآخر بفتح الأول والثاني وهذا الأصح المنقول عن أصله الآرامي .ومن هؤلاء الشاعر الدمشقي شهاب الدين فتيان بن علي الشاغوري المتوفى سنة / 1218 / بقوله:
يا جنة الزبداني أنت مسفرة بحسن وجه إذا وجه الزمان كلح
وأما الباء الأخيرة فقد وردت في الأصل خفيفة لا مشددة لأنها أصلية فيه لا نسبية وسيرى القارىء صحة ما ذكرنا في لفظ الاسم المنقول إلى اليونانية في القرن الرابع قبل المسيح عن الآرامية هكذا : ZABADONU أما الأصل الآرامي ( السرياني ) فهو بصيغة الجمع زابادوني ZABADONY وهو هكذا بحاله إعرابية في الأصل المفرد ( زبد ) ومعناه لب الخير أو خلاصة الخير أو الخير اللبي.
وهكذا دخل إلى العربية بنفس اللفظ والمعنى أوجد الآراميون إلهاً وعملوا له صنماً وعبدوه وبنوا له الهياكل وجعلوه ابن الشمس الإله العام عندهم الذي يسمونه ( ايل ) وسموه زبدئيل بسكون الثالث.
وقد حكم اليونانيون سوريا القرن الرابع قبل الميلاد وتركوا الزبداني مركزاً تابعاً لدمشق وأبقوا لها اسمها الآرامي وقد وجد عمود في قلعة الكوكو عليه كتابة يونانية معناها:
الإله زبد هبة الشمس وقد عبد اليونانيون هذا الإله الآرامي أيضاً وزافاد ( ZAVAD ) هو إله الخير والعطاء وهنا صار لدينا معنيان للاسم:
1ـ الزبداني ـ زبدى ـ أي اللب وهو المعنى نفسه لزبدئيل
2ـ زافاد إله الخير والعطاء.
أما ما جاء كتاب دليل المصايف ، فإنه يبتعد جداً عن هذه الأسماء والمعاني حيث قال: إنه ينسب إلى زبد قائد الملكة زنوبيا ملكة تدمر
وهناك احتمال رابع للاسم وهو أن هذا الاسم جاء من اللغة الفارسية وأنه عندما احتل الفرس سوريا أطلقوا على منطقة : ( سيب دان ) ومعناها بلدة التفاح حين وجدوا أن فاكهة التفاح في المدينة تطغى على كل الفواكه الأخرى ، وقد تكون لرائحة التفاح الزباني المشهورة أسباب من وراء التسميات والتسمية الفارسية جاءت أيضاً عند صاحب القطوف حيث قال إن الزبداني هي سيف دان وهي تسمية فارسية تعني ( مغرس التفاح )
ويبدو أن التسمية الفارسية حدثت صدفة أو تصادف معنى بلدة التفاح في الفارسية وهو ( سيف دان ) بكلمة الزبداني : ويمكن القول أن الحتمال الأقرب إلى الصحة تاريخياً وعلمياً للإسم هو الاسم الآرامي الأصلي للكلمة أي من كلمة زبدي الآرامية وذلك :
1ـ لقدم الكلمة
2ـ للمسمى الآرامي لهذا المعنى ولأن الزبداني آرامية الأصل
3ـ لتقارب المعنى اليوناني مع الاسم الآرامي ولثبوت عبادة اليونانيين ( لزافاد ) إله الخير
المرجع : الزبداني تاريخ وحياة
للمؤلف : محمد خالد رمضان
الباب الأول ـ الفصل الثاني ـ بتصرف
الزبداني في التاريخ
الزبداني بلدة آرامية مثلما هي مدينة دمشق والكثير من المدن السورية يستدل على هذا من البقايا والأنقاض القديمة ، ومن التسميات للكثير من أراضيها والقرى التابعة لها ومن هذه القرى والأراضي نعدد : شحرايا ـ الجرجانية ـ حازورة ـ السوتسير ـ الشليات ـ السفيرة ـ آدوبا .
وهناك أيضاً المعبد الآرامي في دير النحاس ويقع شرقي البلدة وتأتي عبادة الإله بعد التصنيف شاهداً على آرامية المنطقة إذ كان الإله المذكور معبوداً عند الآراميين وانتقلت عبادته إلى العرب أيضاً فعرف باسم اللت ويقال للزوج بالعربية ( البعل ) ومعنى نهر بردى بالآرامية ( البارد ) فهو اسم آرامي معروف . انتهى الحكم الآرامي باحتلال الفرس لسوريا ولبنان وتبعت سوريا وبالتالي الزبداني للإمبراطورية الفارسية منذ عام 550 قبل الميلاد . وانتهى الحكم الفارسي باندحار الفرس واستيلاء اليونانيين على المنطقة كلها في القرن الرابع قبل الميلاد ، حيث استولوا على الزبداني أيضاً وأقاموا فيها وعمروا معبداً دعي معبد الكوكوس ويدعى في الزبداني باسم قلعة الكوكو وهو معبد لإله الخصب والعطاء والحبوب وفي القلعة ـ المعبد ـ بقايا كثيرة من أعمدة وقبور .
وهناك كتابة يونانية عن الإله المحلي ( زافاد ) ومعناه لب الخير الذي عبد من قبل اليونانيين أيضاً ، ثم خضعت المنطقة لحكم السلوقيين الذين امتد نفوذهم حتى مصر وبعدئذ أنهى الرومان بقيادة القائد (بومبي ) عام 64 قبل الميلاد حكم السلوقيين ودخلت المنطقة كلها تحت نفوذ الرومان وحكمهم .
وأثناء حكم الرومان للمنطقة قسموها لثلاثة أقسام :
أما في منطقة الزبداني فقد أسسوا مملكة (ابلية ) وولوا عليها (ليسلنياس )
أما قاعدتها فكانت سوق وادي بردى وكانت هذه المملكة مؤلفة من أربع مقاطعات : الجليل ـ الجيدور ـ اللجا ـ الابلية وهي مملكة واسعة كبيرة ضمت مناطق كثيرة وتصل حدودها إلى فلسطين ولبنان .وقد وصلت مباني هذه المملكة إلى وادي القرن، وقد ورد اسم الأبلية في تذكرة لوقا ليوحنا المعمدان.وورد في دائرة معارف لاروس الفرنسية ذكر أبيلا وإنها مدينة غربي دمشق في سوريا المجوفة في أسفل جبل سنير وأنها اليوم قرية تدعى ( سوق وادي بردى ) وقرب مملكة الأبلية قبر يدعى ( قبر أبيل ) ويقال له قبر هابيل ويحكي البعض أنه قبر النبي هابيل والاحتمال الكبير أنه قبر الغحدى الأسر من مملكة الأبلية ثم أنهى الرومان حكم أسرة بتلمايس بن مينا في مملكة ايبلا بعد موت ليسانياس الثاني واعتمدوا على بني غسان في ولاية دمشق والمنطقة.
وفي عام 608 م استولى كسرى أبرويز ملك فارس على المنطقة بما فيها سوريا ولبنان وعلى دمشق عام 611 م وبقي الفرس حتى عام 623 م ثم طردهم الرومان بعد عدد من الحملات قدرت بست حملات منذ عام 622 حتى عام 629 م
وبعد عدة أعوام فتح العرب المسلمون وكان ذلك في عام 636 م وثم فتح الأبلية في العام ذاته مع الزبداني بعد معركة شرسة في ميسلون ذهب ضحيتها عدد كبير من الشهداء المسلمين ، لذا سموا هذه المنطقة ب (عين ميسنون ) أي (عين الشهداء ) ومن يومها أصبحت المنطقة جزءاً من الدولة الإسلامية وحينها خربت قرى كثيرة ومن ضمنها (ذاكية )في موقع التكية الحالي وسميت التكية بهذا الاسم زمن الملك الأشرف بن قلاوون عام 1293 م وتم الاستيلاء على الأبلية وقت الاحتفال السنوي العام وأعاد الأهالي بناء ما تهدم من قراهم كالسفيرة وذاكية وغيرهما وبدأ الازدهار يعود إلى المنطقة وظهر اسمها بين المدن حتى أن المؤرخ ( أبي الفداء ) قال في كتابه تقويم البلدان :
( إن الزبداني مدينة ليس لها أسوار وهي على طرف وادي بردى والبساتين هناك متصلة إلى دمشق ) وهي بلد حسن كثير المنازه والخصب ومنه إلى دمشق ثمانية عشر ميلاً .
وقال المؤرخ ابن عساكر:
( إن الزبداني مدينة حسنة كثيرة البساتين والخيرات وإنها لا سور لها )
وكان حكام دمشق يقطعونها الأمراء والولاة الذين فقدوا بلادهم بسبب الحروب أو غيرها. ويعو حنونهم عما دعاهم ومنها حينما جاء فخر الملك بن عمار الذي كان حاكماً في طرابلس الشام وحارب الصليبيين المحاصرين له ولما تغلبوا عليه واستولوا على بلدته لجأ إلى الأتابك ظهير الدين طغتكين حاكم دمشق من قبل السلجوقيين فأكرمه هذا وواساه بأن أقطعه الزبداني وأعمالها وذلك (502ه ـ 1109 م ) .
بعدئذ حكم الزبداني عدد من أبنائها ومنهم الأمير حجي بن عبد الله وفي عام
(545 ه ـ 1151 م ) . أتى الأمير الشاعر أسامة بن منقذ وهو من آل منقذ الذين حكموا قلعة شيزر ـ أتى نافراً من عمه الأمير سلطان ولجأ إلى الأمير نور الدين محمود زنكي ، فأدناه الأمير نور الدين وقربه منه وأقطعه مدينة الزبداني.
ثم تتابع الحكام الزبدانييون على حكم الزبداني وحكمها بعض أمراء آل سرايا وفي عام 800 ه وخلال عهد الأيوبيين أصبحت الزبداني عاصمة مملكة حكمها محمد العادل وأعقبه على حكمها السلطان هلال وهذان الحاكمان لهما مقامان مشهوران في الزبداني وبلغ عدد سكان البلدة آنذاك 200 ألف نسمة ويتبع لها القلمون ووادي اليتم والبقاع ويحيط بها عدد من القرى الكبيرة.
وكان المغول قد اجتاحوا المنطقة كلها عام 1400 م ودمروا في طريقهم كل شيء وخربوا المدن والقرى ونال الزبداني الشيء الكثير من التدمير والخراب
وفي عام 1516 استولى العثمانيون على سوريا كلها وأنهوا حكم المماليك وتبعت الزبداني إلى ولاية دمشق وتنازع عليها بعد تضعضع الحكم العثماني ولاة دمشق وولاة جبل لبنان . وحكمها الحرافشة عام 1623م وكان حاكمها الأمير يونس الحرفوش إلى الزبداني بعد إنهاء حكم فخر الدين المعني وفي عهد السلطان عبد الحميد ألغيت حاكمية المقاطعات وألحقت الزبداني بقضاء وادي العجم ومركزه قطنا وفي عام 1899 فصلت عن وادي العجم وأصبحت مركز قضاء وضمت الزبداني في العهد العثماني قرى جنتا ومعربون ويحفوفا وظلت هذه القرى تابعة للزبداني حتى أواخر العهد الفيصلي ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى جاء الانتداب الفرنسي على سوريا حسب اتفاقية سايكس بيكو بعد معركة ميسلون الشهيرة واستشهاد بطلها يوسف العظمة وذلك في 25 / 7 / 1920 / وحينها فصلها الفرنسيون قرى معربون وجنتا ويحفوفا عن الزبداني وألحقوها بلبنان وكذلك ألحقوا مناطق أخرى هي البقاع وحاصبيا وراشيا . وبعد الحرب العالمية الثانية حقق الشعب السوري انتصاره الكبير على الفرنسيين بعد أن قدم شهداء كثيرين وأعلنت سوريا استقلالها وذهب المستعمر الفرنسي إلى غير رجعة.
استمرت الزبداني مركز قضاء ودعيت بقائمقامية الزبداني والمسؤول عنها كان يدعى القائم مقام إلى أن تغير اسم القائمقامية واستعيض عنه باسم مديرية منطقة والمسؤول عنها يدعى (مدير منطقة ) واستمر ذلك إلى الآن وتتبع إدارياً لمنطقة الزبداني خمس نواح هي :
1ـ عين الفيجة
2ـ الديماس
3ـ مضايا
4ـ سرغايا
5ـ مركز المدينة
أسماء بعض الأماكن في الزبداني
للأسماء دلالات ومعاني يمكن أن يتعرف المرء من خلالها على تاريخ منطقة ومجموعة بشرية ومدى مرور العديد من الحضارات في هذه المنطقة. ونورد فيما يلي بعض أسماء الأماكن في الزبداني وهي ذات أصول آرامية, سريانية, فارسية, ويونانية:
وادي قاق – شليَا – حقل المغار – عش الرخمة - سابيَا – الكواشي – وادي أبو نجم – كرب المحدلة – عين الحمة – أرض الخان – طريق المعاصر – عريض الخوص – سكر برهان – العرضان – زوراب فطوم – السيلان – جامراح – حاليا – شمرايا – الدقاق – مسرور – دير النحاس – القشاقيش – الجرجانية – الكبري – دين الأخرس – الدلي – زعطوط - السوسية – حازورة – دين شكر – الغجري – كفر نفاخ – النبي عبدان – عين جابر – الزلاج – الغميقة – حقل الجوز – عين شخوب – أرض المدقر – الطالع – ساحة العجان – طريق الميداني – زقاق المسك – قلعة الزهرة – النابوع – نهر القوس – أرض العرق
**************************************************
المصادر والمراجع
1ـ الزبداني تاريخ وحياة
المؤلف : محمد خالد رمضان
الباب الثاني ، الفصل الرابع
2ـ خطط الشام
المؤلف : محمد كرد علي
الجزء الأول
3ـ لبنان في التاريخ
المؤلف : فيليب حتي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى