الصلاة حماية للمجتمع
صفحة 1 من اصل 1
الصلاة حماية للمجتمع
الشيخ الدكتور عمار بن إبراهيم محمد حسن
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ، لَكَ الحَمْدُ حمْداً طَيِّباً مُبارَكاً فِيهِ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأرْضِ وَمِلْءَ ما بَيْنَهُما وَمِلْءَ ما شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله
أيها الإخوة المؤمنون:
الصلاة هي الركن الثاني في الإسلام ، و العبادة الأولى في كل الشرائع ، و أول ما يحاسب عليه العبد ، و هي أفضل ما يصلح حال الإنسان و يهذب أخلاقه و يقوِّم سلوكه ، و أرقى ما يصلح بدن الإنسان و يحافظ على نظافة جسده وطهارة قلبه ، لذلك أمر الله بالمحافظة عليها فقال عز من قائل : (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ )
إن الصلاة في الإسلام خير الأعمال و أحبها إلى الله ، لأنها عبادة راقية عالية القدر ذات معنى و مكانة رفيعة فهي تخاطب العقل و الروح ؛ فيها ابتهال ودعاء و ذكر وتلاوة ، و تؤدى وفق نظام بديع و دقيق ، أُمر بها المسلمون في السفر و الحضر و الأمن والخوف و الصحة و السقم ، و يشترط شروط و أركان و واجبات و سنن و هيئات و جمع و جماعات و أذان وإقامة ، وطهارة و طيب و زينة ، و توجه نحو القبلة بمواقيت معلومة و ركعات معدودة :
آذَنَ الوَقتُ فَالصَلاةُ الصَلاةُ فَهيَ تَبقى وَتَنفَدُ اللذاتُ
كَيفَ تَقضي الصَلاةُ حَقَّ هِباتٍ لَكَ يا رَبُّ ، وَهيَ مِنكَ هِباتُ
فَاِهدِنا لِلصَلاةِ يا واسِعَ الجو دِ فَمِنكَ العَطاءُ وَالخَيراتُ )
نعم إنها خمس صلوات ينادى لها بهتاف الإيمان ، أَذَان يدوي في آذان الزمان يشق أجواء الفضاء الله اكبر ، الله أكبر .. الله اكبر ، الله أكبر. فيهب المؤمنون ملبين مجيبين و الأشواق تتجاذبهم إلى بيوت الله لا يشغلهم عنها شاغل قال الله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )
قال تميم الداري رضي الله عنه : ما دخل عليّ وقت صلاة من الصلوات إلا وأنا لها بالأشواق) ،ومع كثرة فوائدها و عظم أهميتها و دقة نظامها البديع فهي ليست مرهقة و لا تستغرق وقتاً كثيراً ، و المصلي المحافظ عليها يُثاب حتى على أعماله المباحة و يبارك الله في حياته و يطيّب أنفاسه .
أيها الإخوة المصلون:
إن المعنى الأعظم للصلاة إنما هو ذكر الله ، و الخشوع و الخشية بين يديه جل جلاله ، قال الله تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) إنها الصلاة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحن إليها و يشتاق لها اشتياق الظمآن اللهفان لشربة ماء عذب و يهرع إليها كما يهرع السائر في الصحراء إلى الواحة الخضراء في الهجير و هو يقول صلى الله عليه وسلم: (وجعلت قرة عيني في الصلاة)
ما كانَ يهجَع حباً في الصَلاة إلى أَن اِشتَكَت قدماه الضر من ورم )
إخوة الإيمان :
إن الله أحب عباده المؤمنين فدعاهم إلى حضرته ليذكروه ويعبدوه و يستعينوا به و يستهدوه في أوقات مرتبطة بلحظات انقلابٍ زمني عظيم في الكون ، حتى يسشعر الإنسان فضل ربه و يحمده على نعمة الإسلام و الإيمان ، و إن المبادئ و القيم إذا لم تقيد بعبادات دائمة موقوتة تُذكر بها فإنها تتعرض للتحريف و النسيان ، و لمَّا كانت الصلاة هي أحسن الأعمال التي فرضها الله على عباده وخير ما يقومون به أمرهم أن يؤدوها في هذه الأوقات المعلومة ؛ قال الله تعالى إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ) فصلاة الفجر هي أنسب ما يلبي حاجة الروح و يغني فقر الإنسان و يقويه لمواجهة أعباء النهار ، و خير ما يضيء ظلمة الليل صلاة العشاء ليختم سجل أعماله اليومية بحسن الخاتمة ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل, ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله)) .
أيها المسلمون :
إن من عرف الصلاة حاشاه أن يتركها أو يمل من تكرارها ، بل إن المصلين من فيض ما يشعرون بنعمة هذه العبادة و بركتها في حياتهم يتقربون إلى الله بالاستزادة من النوافل ولا يكتفون بالفرائض ، و من هنا صارت الصلاة تعبر عن هوية المسلم و انتمائه لدينه و عبوديته لخالقه العظيم ، فلا خير في دين لا صلاة فيه ، قَالَ النَّبِي ُّصلى الله عليه وسلم : ( لا خَيْرَ فِي دِينٍ لا رُكُوعَ فِيهِ) .
فسبحان من صير الأرض مسجداً و طهوراً لعباده المصلين ، سبحان من أقبل بقلوب عباده المؤمنين على هذه الصلاة ؛ فشغفوا بمحبتها فبنوا لها المساجد و رفعوا لها المآذن ، و طهروا لها الأبدان ، و نصبوا فيها الوجوه ، و أحنوا فيها الظهور ، وسجدوا على الأنوف و الجباه لرب غفور شكور.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عَزّوَجَلّ: إِنّي فَرَضْتُ عَلَى أُمّتِكَ خَمْسَ صلَواتٍ، وَعَهِدْتُ عِنْدي عَهْداً أَنّهُ مَنْ جَاءَ يُحَافِظُ عَلَيْهِنّ لِوَقْتِهِنّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلِيْهِنّ فَلاَ عَهْدَ لَهُ عِنْدِي)
إخوة الإسلام :
الصلاة نور المؤمنين ، تكسب وجوههم جمالاً وبهاء ، و تنور قلوبهم فتشرق بصائرهم بأنوار المعارف وهي نورٌ للمؤمنين في قبورهم ، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) ، لذا فإن إهمالها أو تركها ظلم يظلم القلب وكلما قويت الظلمة ازدادت الحيرة فيا خسارة من ترك الصلاة، و يا ويل من أهملها و سها عنها حتى يضيع وقتها قال الله تعالى : (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) .
إنها عهدٌ لمن عاش عليها أن يدخله الله الجنة و صك براءة في محكمة يفصل فيها رب العالمين ، إنها نور على الصراط في ظلمات القيامة ، عن النَّبيِّ لى الله عليه وسلم: فقال : ( من حافظ عليها كانت له نوراً وبُرهاناً ونجاةً يَوْمَ القيامة ، ومَنْ لم يُحافِظْ عليها لم يكن له نور ولا نجاة ولا بُرهانٌ )
أيها المسلمون :
إن الإنسان لا تستقيم حياته بدون مراقبة ربانية و منهج إلهي يرعى طهارة قلبه و نظافة بدنه ، ليبقى نقياً قابلاً لاستجلاب الخير و استقطاب الأنوار و يشاء الله أن تكون الصلاة مجلاةً للأفئدة و الأبصار فعن النَّبيِّ قال : (( أرأيتُم لو أنَّ نهراً ببابِ أحدكم يَغْتَسِلُ فيه كلَّ يومٍ خمسَ مرَّاتٍ هل يبقى من درنه شيء ؟ )) قالوا : لا يبقى من درنه شيء ، قال : (( فذلك مَثَلُ الصَّلواتِ الخمس يمحو الله بهنَّ الخطايا ))
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك و لا تجعلنا عن عبادتك من الغافلين أقول قولي هذا و أستغفر الله العظيم .
الخطبة الثانية
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعدُ: فإني أوصيكُمْ ونَفْسِيَ بتقْوىَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأحثُّكُمْ على ذكره وشكره و تعظيمه ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
الحمد لله رب العالمين ، حمداً يليق بجلاله و جوده و كرمه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ سَيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ. اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وَبَارِك عَلى سَيدِنَا محمدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحابِهِ أجمعين، وعلى مَن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
أما بعد: فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ حَقَّ التَّقوى، وراقبوه في السرِ والنَّجوى، أيها المسلمون :
حافظوا على الصلوات و الجمع و الجماعة في المساجد بيوت الإيمان و العلم والعمل، وتطهير الأرواح و الأبدان لتتقوى روابط الإخاء والمساواة والمحبة و يتضاعف الأجر و الثواب يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين درجة) ، و هذا ما جعل سعيد بن المسيب رحمة الله عليه ملازماً للمسجد فلم تفته صلاة في جماعة أربعين سنة) .
هذا وصَلّوا وسلِّموا على منْ أُمرتمْ بالصلاةِ والسَّلام عليه في مُحكمِ التنزيلِ، قال تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، اللهم اغفرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ والمسلمينَ والمسلماتِ، الأحياءِ منهمْ والأمواتِ، اللهم لاتدعْ لنا ذَنباً إلا غَفَرْتَهُ، ولاديناً إلا قضيتهُ، ولامريضاً إلا شفيتهُ، ولا حاجةً مِنْ حوائجِ الدنيا إلا قضيتَها ويسرتَها لنا يا أرحمَ الراحمينَ، اللهمَّ اجعلْ بَلَدَنَا هذا آمناً مطمئناً وسائرَ بلادِ المسلمين. عباد الله: ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فاذكروا الله يذكركم و استغفروه يغفر لكم .. و أقم الصلاة
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ، لَكَ الحَمْدُ حمْداً طَيِّباً مُبارَكاً فِيهِ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأرْضِ وَمِلْءَ ما بَيْنَهُما وَمِلْءَ ما شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله
أيها الإخوة المؤمنون:
الصلاة هي الركن الثاني في الإسلام ، و العبادة الأولى في كل الشرائع ، و أول ما يحاسب عليه العبد ، و هي أفضل ما يصلح حال الإنسان و يهذب أخلاقه و يقوِّم سلوكه ، و أرقى ما يصلح بدن الإنسان و يحافظ على نظافة جسده وطهارة قلبه ، لذلك أمر الله بالمحافظة عليها فقال عز من قائل : (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ )
إن الصلاة في الإسلام خير الأعمال و أحبها إلى الله ، لأنها عبادة راقية عالية القدر ذات معنى و مكانة رفيعة فهي تخاطب العقل و الروح ؛ فيها ابتهال ودعاء و ذكر وتلاوة ، و تؤدى وفق نظام بديع و دقيق ، أُمر بها المسلمون في السفر و الحضر و الأمن والخوف و الصحة و السقم ، و يشترط شروط و أركان و واجبات و سنن و هيئات و جمع و جماعات و أذان وإقامة ، وطهارة و طيب و زينة ، و توجه نحو القبلة بمواقيت معلومة و ركعات معدودة :
آذَنَ الوَقتُ فَالصَلاةُ الصَلاةُ فَهيَ تَبقى وَتَنفَدُ اللذاتُ
كَيفَ تَقضي الصَلاةُ حَقَّ هِباتٍ لَكَ يا رَبُّ ، وَهيَ مِنكَ هِباتُ
فَاِهدِنا لِلصَلاةِ يا واسِعَ الجو دِ فَمِنكَ العَطاءُ وَالخَيراتُ )
نعم إنها خمس صلوات ينادى لها بهتاف الإيمان ، أَذَان يدوي في آذان الزمان يشق أجواء الفضاء الله اكبر ، الله أكبر .. الله اكبر ، الله أكبر. فيهب المؤمنون ملبين مجيبين و الأشواق تتجاذبهم إلى بيوت الله لا يشغلهم عنها شاغل قال الله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )
قال تميم الداري رضي الله عنه : ما دخل عليّ وقت صلاة من الصلوات إلا وأنا لها بالأشواق) ،ومع كثرة فوائدها و عظم أهميتها و دقة نظامها البديع فهي ليست مرهقة و لا تستغرق وقتاً كثيراً ، و المصلي المحافظ عليها يُثاب حتى على أعماله المباحة و يبارك الله في حياته و يطيّب أنفاسه .
أيها الإخوة المصلون:
إن المعنى الأعظم للصلاة إنما هو ذكر الله ، و الخشوع و الخشية بين يديه جل جلاله ، قال الله تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) إنها الصلاة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحن إليها و يشتاق لها اشتياق الظمآن اللهفان لشربة ماء عذب و يهرع إليها كما يهرع السائر في الصحراء إلى الواحة الخضراء في الهجير و هو يقول صلى الله عليه وسلم: (وجعلت قرة عيني في الصلاة)
ما كانَ يهجَع حباً في الصَلاة إلى أَن اِشتَكَت قدماه الضر من ورم )
إخوة الإيمان :
إن الله أحب عباده المؤمنين فدعاهم إلى حضرته ليذكروه ويعبدوه و يستعينوا به و يستهدوه في أوقات مرتبطة بلحظات انقلابٍ زمني عظيم في الكون ، حتى يسشعر الإنسان فضل ربه و يحمده على نعمة الإسلام و الإيمان ، و إن المبادئ و القيم إذا لم تقيد بعبادات دائمة موقوتة تُذكر بها فإنها تتعرض للتحريف و النسيان ، و لمَّا كانت الصلاة هي أحسن الأعمال التي فرضها الله على عباده وخير ما يقومون به أمرهم أن يؤدوها في هذه الأوقات المعلومة ؛ قال الله تعالى إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ) فصلاة الفجر هي أنسب ما يلبي حاجة الروح و يغني فقر الإنسان و يقويه لمواجهة أعباء النهار ، و خير ما يضيء ظلمة الليل صلاة العشاء ليختم سجل أعماله اليومية بحسن الخاتمة ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل, ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله)) .
أيها المسلمون :
إن من عرف الصلاة حاشاه أن يتركها أو يمل من تكرارها ، بل إن المصلين من فيض ما يشعرون بنعمة هذه العبادة و بركتها في حياتهم يتقربون إلى الله بالاستزادة من النوافل ولا يكتفون بالفرائض ، و من هنا صارت الصلاة تعبر عن هوية المسلم و انتمائه لدينه و عبوديته لخالقه العظيم ، فلا خير في دين لا صلاة فيه ، قَالَ النَّبِي ُّصلى الله عليه وسلم : ( لا خَيْرَ فِي دِينٍ لا رُكُوعَ فِيهِ) .
فسبحان من صير الأرض مسجداً و طهوراً لعباده المصلين ، سبحان من أقبل بقلوب عباده المؤمنين على هذه الصلاة ؛ فشغفوا بمحبتها فبنوا لها المساجد و رفعوا لها المآذن ، و طهروا لها الأبدان ، و نصبوا فيها الوجوه ، و أحنوا فيها الظهور ، وسجدوا على الأنوف و الجباه لرب غفور شكور.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عَزّوَجَلّ: إِنّي فَرَضْتُ عَلَى أُمّتِكَ خَمْسَ صلَواتٍ، وَعَهِدْتُ عِنْدي عَهْداً أَنّهُ مَنْ جَاءَ يُحَافِظُ عَلَيْهِنّ لِوَقْتِهِنّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلِيْهِنّ فَلاَ عَهْدَ لَهُ عِنْدِي)
إخوة الإسلام :
الصلاة نور المؤمنين ، تكسب وجوههم جمالاً وبهاء ، و تنور قلوبهم فتشرق بصائرهم بأنوار المعارف وهي نورٌ للمؤمنين في قبورهم ، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) ، لذا فإن إهمالها أو تركها ظلم يظلم القلب وكلما قويت الظلمة ازدادت الحيرة فيا خسارة من ترك الصلاة، و يا ويل من أهملها و سها عنها حتى يضيع وقتها قال الله تعالى : (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) .
إنها عهدٌ لمن عاش عليها أن يدخله الله الجنة و صك براءة في محكمة يفصل فيها رب العالمين ، إنها نور على الصراط في ظلمات القيامة ، عن النَّبيِّ لى الله عليه وسلم: فقال : ( من حافظ عليها كانت له نوراً وبُرهاناً ونجاةً يَوْمَ القيامة ، ومَنْ لم يُحافِظْ عليها لم يكن له نور ولا نجاة ولا بُرهانٌ )
أيها المسلمون :
إن الإنسان لا تستقيم حياته بدون مراقبة ربانية و منهج إلهي يرعى طهارة قلبه و نظافة بدنه ، ليبقى نقياً قابلاً لاستجلاب الخير و استقطاب الأنوار و يشاء الله أن تكون الصلاة مجلاةً للأفئدة و الأبصار فعن النَّبيِّ قال : (( أرأيتُم لو أنَّ نهراً ببابِ أحدكم يَغْتَسِلُ فيه كلَّ يومٍ خمسَ مرَّاتٍ هل يبقى من درنه شيء ؟ )) قالوا : لا يبقى من درنه شيء ، قال : (( فذلك مَثَلُ الصَّلواتِ الخمس يمحو الله بهنَّ الخطايا ))
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك و لا تجعلنا عن عبادتك من الغافلين أقول قولي هذا و أستغفر الله العظيم .
الخطبة الثانية
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعدُ: فإني أوصيكُمْ ونَفْسِيَ بتقْوىَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأحثُّكُمْ على ذكره وشكره و تعظيمه ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
الحمد لله رب العالمين ، حمداً يليق بجلاله و جوده و كرمه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ سَيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ. اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وَبَارِك عَلى سَيدِنَا محمدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحابِهِ أجمعين، وعلى مَن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
أما بعد: فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ حَقَّ التَّقوى، وراقبوه في السرِ والنَّجوى، أيها المسلمون :
حافظوا على الصلوات و الجمع و الجماعة في المساجد بيوت الإيمان و العلم والعمل، وتطهير الأرواح و الأبدان لتتقوى روابط الإخاء والمساواة والمحبة و يتضاعف الأجر و الثواب يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين درجة) ، و هذا ما جعل سعيد بن المسيب رحمة الله عليه ملازماً للمسجد فلم تفته صلاة في جماعة أربعين سنة) .
هذا وصَلّوا وسلِّموا على منْ أُمرتمْ بالصلاةِ والسَّلام عليه في مُحكمِ التنزيلِ، قال تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، اللهم اغفرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ والمسلمينَ والمسلماتِ، الأحياءِ منهمْ والأمواتِ، اللهم لاتدعْ لنا ذَنباً إلا غَفَرْتَهُ، ولاديناً إلا قضيتهُ، ولامريضاً إلا شفيتهُ، ولا حاجةً مِنْ حوائجِ الدنيا إلا قضيتَها ويسرتَها لنا يا أرحمَ الراحمينَ، اللهمَّ اجعلْ بَلَدَنَا هذا آمناً مطمئناً وسائرَ بلادِ المسلمين. عباد الله: ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فاذكروا الله يذكركم و استغفروه يغفر لكم .. و أقم الصلاة
مواضيع مماثلة
» يوم الصلاة العالمي2008
» وقفات مع ميلاد السيد المسيح عليه الصلاة والسلام
» توقيت الصلاة في مدينة المالكية وقراها( امساكية شهر رمضان المبارك)
» وقفات مع ميلاد السيد المسيح عليه الصلاة والسلام
» توقيت الصلاة في مدينة المالكية وقراها( امساكية شهر رمضان المبارك)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى