بوابة تدمر

تاريخ تدمر



تدمر في نصوص الألف الثاني قبل الميلاد:
إن اسم تدمر في الآرامية ( تدمرتو ) وتعني المدينة الأعجوبة أو ( تدمرتا ) وتعني المدينة الجميلة , على الرغم من أن اسم تدمر معروف قبل ألف عام من انتشار الآراميين . كما أن بعض العلماء اشتقوا اسم تدمر من التمر أو النخيل مستندين إلى أن اسم Palmyra والذي عرفت به منذ بداية القرن الاول الميلادي والذي قد يكون مشتقاً من النخيل Palm وهو شجر التمر الذي يشكل معظم أشجار غوطة تدمر.

تدمر قبيل الحكم الروماني:
في الوقت الذي كان فيه سلوقوس نيكاتور يؤسس في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد مدينة أنطاكية وأخواتها اللاذقية وأفاميا وسلوقية , كانت تدمر مدينة مزدهرة وحوالي القرن الثاني قبل الميلاد كانت تدمر قد استقرت إمارة عربية.
ويذكر المؤرخ بوليب في وصفه لمعركة راميا ( بين السلوقيين والبطالمة ) عام 217 قبل الميلاد أنه كان إلى جانب الملك السلوقي انطيوخوس الثالث شيخ عربي يدعى زبدي بل وتحت إمرته عشرة آلاف رجل , ولا يوجد مثل هذا الاسم إلا في تدمر ومن المحتمل أن يكون هذا القائد تدمرياً.

تدمر الكبرى والرومان :
يستنتج من الكتابات التي تعود لمطلع القرن الأول الميلادي أن تدمر كان لها نظام حكم يقوم على وجود مجلس للشيوخ ومجلس للشعب ولكن دور العشيرة كان فيه هاماً . في العصر الروماني أصبحت طرق البادية مألوفة وكانت هناك طرق كثيرة تلتقي كلها في تدمر ويبدو أن تراجان ( 98-117م ) هو أول من أسس فرقة نظامية مساعدة من الرماة التدمريين في الجيش الروماني واول من أقام حامية رومانية في تدمر وعني بالطرق المؤدية إلى تدمر وقد وجدت كثير من الكتابات تشير ألى وصول التدمريين كتجار أو جنود إلى انكلترا ومصر والجزائر وحضر موت , ووجدت كتابات باليونانية بميناء ( فقط ) على النيل إشارة إلى التدمريين لبحارة ومالكي سفن يعملون في البحر الأحمر والاسكندرية .
في عهد الامبراطور هارديان ( 117-138 م ) أخذت تدمر لقب المدينة الحرة الذي يخولها سن ضرائبها وجباياتها بنفسها , وأصبح لتدمر دور السيطرة والحفاظ على أمن الطرق التجارية في الشرق بين مصر وأوربا من جهة وبين فارس والهند والصين من جهة أخرى وأصبحت محطة رئيسية على طريق الحرير بين الصين والعالم الروماني وأصبحت على أثر ازدهاراً فأكملت بناء مهابدها الجديدة وجددت القديمة مثل ( معبد بل –معبد نبو – معبد بعلشمين ) وأنجزت بناء السوق العامة " الآغورا " والشارع الرئيسي .
وفي عام 212 م منح الامبراطور كراكلا تدمر لقب " المعمرة الرومانية " والذي يساوي تدمر بروما من حيث اعفاءها من الضرائب وبالتالي تحسين الأداء الاقتصادي والتجاري ومد الشارع الرئيسي وجعلت له البوابة الرائعة ( قوس النصر ).

آل أذينة:
إن عام 260م هو عام تأسيس الملكية في تدمر بعد انتصار أذينة على مغتصبي الامبراطورية الرومانية وأصبح أذينة ملك ملوك الشرق وله ولي عهد هو " هيروديان " وقد استمر حكم أذينة حتى عام 267 م.
زينب ( زنوبيا ) وتدمر :


وصفها المؤرخون الرومان بأنها كانت سمراء لوحتها الشمس و سوداء العينين وأسنانها كاللآلئ , تتكلم بصوت رنان وتخطب في جنودها معتمرة الخوذة وتركب العربة الحربية .
أعلنت زنوبيا موقفها من الامبراطورية الرومانية حيث اتخذت لنفسها لقب ( أوغست ) وسكت عملة في حمص وأنطاكية والاسكندرية لم تظهر فيها صورة الامبراطور اورليان وإنما يظهر فيا وهب اللات متوجاً بالإكليل ذي الأشعة وعليه نص " الامبراطور وهب اللات ) .
أرسلت زنوبيا جيشها لاحتلال الأناضول تحت قيادة زبدا فوصل إلى مضيق البوسفور , وبذلك وضعت تدمر تحت سلطتها كل الطرق البرية والبحرية مع الشرق الأقصى .
في صيف عام 272 م وقفت زنوبيا وأورليان وجهاً لوجه عند أنطاكية على العاصي في النزال الذي قاده زبدا وكانت الغلبة للرومان .
وفي عام 274 م عاد أورليان إلى روما ومعه الأسرى ومن بينهم زنوبيا مقيدة بسلاسل الذهب .