بوابة يبرود
صفحة 1 من اصل 1
بوابة يبرود
تاريخ يبرود
لقد أكد أحد الباحثين الأثريين الفرنسيين بأن أول منشآت في التاريخ البشري كانت في منطقة يبرود. وأن الاكتشافات الحديثة قد أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الإنسان قد استوطن يبرود منذ ما يزيد عن (350) ألف عام مضت، حيث كانت المنطقة مكسوة بالأشجار والغابات. وعلى عتبات الجبال الصخرية المحيطة بيبرود والمتوجة بالحجر الكلسي. وجدت مغاور طبيعية لجأ إليها إبان تلك العصور واستوطنها، ثم أصبحت المنطقة فيما بعد مأهولة بكثافة في تلك العصور الساحقة في القدم.
وقد تكيف الإنسان مع البيئة الطبيعية في يبرود فعاش على التقاط ثمار أشجارها واصطياد حيوانات غاباتها وأحراجها. وصنع أدواته الضرورية من حجارة الصوان الصلبة.
ويعود الفضل في اكتشاف حضارة إنسان ما قبل التاريخ في يبرود إلى العالم الأثري الألماني الشهير (الفرد روست) الذي يعتبر رائد الاكتشافات السورية لعصور ما قبل التاريخ. وذلك من خلال أربعة مواسم للتنقيب له في يبرود منذ العام 1930-1933.
ولقد اكتشف هذا العالم في وادي اسكفتا المجاور ليبرود ثلاثة ملاجئ عاش فيها الإنسان ما قبل التاريخ السورية في مساكنه الأولى. وأثبت أن هذه الملاجئ كانت مراكز سكن بشري وكثيف ومتواصل استمر أكثر من مئتي ألف سنة . أي منذ العصر الحجري القديم الأدنى وحتى العصر الحجري الحديث.
وقد وجد روست في الملاجئ التي نقب فيها أدوات صوانية هي الأولي من نوعها على مستوى العالم والتي لم تكن معروفة في مناطق أخرى من قبل والتي أسماها المنقب (روست) بـ (اليبرودية). وهي تتميز بنمط خاص من المتاحف ذات الحواف العاملة المتلاقية والتشذيب العالمي المتدرج على شكل حراشف السمك. ودلت كثافة هذه الأدوات في وادي اسكفتا على كثافة السكان فيه حيث توضعت الأحجار المصنعة فيها على مساحات واسعة في الوادي الذي كان في العصر الحجري القديم أرضاً مليئة بالأشجار والأحراج والنباتات المتنوعة يدل ذلك على اكتشاف الكثير من البقايا العظمية لحيوانات الماعز والغزلان والدببة ووحيد القرن والخيول البرية والتي وجد كثير من بقايا حوافرها في إحدى الملاجئ مما يدل على أن الإنسان في هذه المنطقة كان يعتمد على الصيد بشكل كبير.
وتمر القرون وابن يبرود يعيش في وديانها يأخذ ويعطي ويتفاعل. وقد استطاع أن يروض بعض الحيوانات وأن يشق بعد ذلك التراب بمحراثه الحجري وأن يستنبت بعض الحبوب والنباتات وأن يبني الأكواخ من أغصان الأشجار ومن الطين على هضبة قليلة الارتفاع.
وقد أحب ابن يبرود أرضه وأعمل فكره لإنشاء وسائل الاستقرار فابتكر الدرجات الأولى في سلم حضارة الإنسان.
وتشهد يبرود كما شهدت بلاد الشام حركات وهجرات شعوب واستقرارها وقيام كيانات سياسية متعددة ومتنوعة وذلك منذ فجر التاريخ. وقد تركت هذه الشعوب بصماتها على صخور جبال يبرود المحيطة بها وحفرت النواويس والمقابر والمدافن الفردية والجماعية بغاية الإبداع والإتقان، هذه النواويس المنتشرة حالياً في وادي قرينا اسكفتا وعلى أطراف يبرود. وقد حفرت في عمق الصخور الصلبة بإتقان عجيب وتقنية وهندسة مميزة.
وشهدت يبرود في أواخر الألف الثالث قبل الميلاد وأوائل الألف الثاني قيام كيان سياسي وأصبحت إحدى ممالك الكنعانيين بين الأعوام 2100 - 1500 ق.م. وكانت لها صلات بشرية وعلاقات اقتصادية مع ممالك بلاد ما بين النهرين المعاصرة. وقد عثر في إحدى القبور في يبرود على رفات أحد الملوك لهذه المملكة وقد دون اسمه على ختم حجري اسطواني وكان يدعى (سن لوابلط ابن زياخازير خادم سن إله القمر). وقد اكتشفت المتاحف والآثار في نفس المنطقة عدة قبور تحتوي على أسلحة برونزية وأوان فخارية متنوعة ورماح وعقود زجاجية ودبابيس برونزية تعود إلى العصر البرونزي في بلاد الشام.
في الألف الأول قبل الميلاد أصبحت يبرود إحدى الممالك الآرامية المنتشرة في بلاد الشام وفي هذه الفترة شيد في يبرود معبد لعبادة الشمس (إله الشمس) بحجارة ضخمة متناسقة وأعمدة رشيقة تحمل رواقاً يحيط بالمعبد وقد تحول هذا المعبد بعد احتلال الرومان لبلاد الشام إلى عبادة الإله جوبيتر آلهة الرومان وذلك منذ القرن الأول قبل الميلاد. وقد تحول معبد جوبيتر هذا إلى كنيسة تقام فيها شعائر الديانة المسيحية وذلك بعد انتشار الديانة المسيحية في القرن الرابع الميلادي ولا تزال هذه الكنيسة تعتبر من أكبر كنائس القطر القديمة.
يذكر تاريخ الآشوريين الذين أقاموا إمبراطوريتهم من بلاد ما بين النهرين ومدوا نفوذهم إلى بلاد الشام وشمال مصر أن الإمبراطور الآشوري (شلمنصر الثالث الذي حكم الإمبراطورية الآشورية ما بين الأعوام 858 - 824 ق.م) قد انتصر على تحالف الممالك الآرامية في سورية والمؤلف من (آرخوليتي) ملك حماة و(هدد عازارة) ملك دمشق واثنا عشر ملكاً من الملوك الآراميين وكان أحدهم ملك مملكة يبرود.
كما أن الإمبراطور الآشورية (آشورها ينبعل) الذي حكم إمبراطوريته بين عامي 668 - 626 ق.م قد انتصر في حملته التاسعة على بلاد الشام على ملوك أدوم ومؤاب وصوية ويبرود وقطنة وقد هدم أسوار مدينة يبرود.
في القرن الأول قب الميلاد وعندما تمت السيطرة للإمبراطورية الرومانية على بلاد الشام اتخذ هؤلاء الرومان من يبرود قاعدة عسكرية وأقاموا فيها حصناً عسكرياً وذلك في وسط مدينة يبرود ولا تزال بعض بقايا هذا الحصن والمؤلفة من عمودين وبقايا جدار مرتفع شاهدة عليه في أقدم حي من أحياء يبرود (القبع) ويذكر بعض كبار السن في يبرود أن هناك أنفاقاً محفورة في الأرض ممتدة من الحصن إلى أمكنة لا تزال مجهولة في المدينة.
في العصر الروماني ازداد بناء الكنائس في يبرود حتى بلغت أكثر من عشر كنائس وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نشاط بشري وكثافة سكانية في يبرود.
بعد الفتوح الإسلامية لبلاد الشام هاجرت بعض بطون من قبيلة كلب وقبيلة ضبة العربيتان واستوطنا قرب يبرود وكان الخليقة الأموي الثاني يزيد بن معاوية بن أبي سفيان يمارس رياضة الصيد عند أخواله من قبيلة كلب العربية في منطقة يبرود حيث كانت المنطقة غنية بالمراعي والأحراج والمياه.
وانتشرت الديانة الإسلامية شيئاً فشيئاً في يبرود كما حافظ العديد من سكانها على ديانتهم المسيحية وقد عاش مسلمو يبرود ومسيحيوها ولا يزالون في وئام ومحبة ووفاق بعيدين عن روح التعصب الديني أو الفرقة وتسود بينهم المحبة والمودة والتفاهم حيث يشاركون بعضهم بعضاً الأعياد والأفراح والأتراح.
يبرود غنية جداً بأوابدها الأثرية الظاهرة حالياً والتي لم تكتشف بعد ولعل أهم آثارها الظاهرة حالياً النواويس والقبور المحفورة في عمق الصخور في وديان قرينا واسكفتا والكنيسة القديمة والتي كانت معبداً للشمس ثم لعبادة الإله جوبيتر. وأيضاً مأذنة جامع الخضر في وسط المدينة والتي تعود في نمط بنائها إلى العهد الأموي ولعل تلة (القبع) الاصطناعية تخفي في جوفها بقايا حضارات عريقة مرت على يبرود. كما أن بقايا الحصن الروماني لا يزال قائماً في أعلى هذه التلة.أهم المواقع الأثرية : (من كتاب يبرود تاريخ و حضارة للأستاذ نور الدين عقيل)
1- مواقع سكن إنسان العصر الحجري :
تقع في وادي اسكفتا حيث عاش على ضفاف بحيرة تعود إلى العصر الجليدي حيث وجد فيها بنتيجة عمل بعثة جامعة كولومبيا الأميريكية أعوام 1964-1965-1966 و أعوام 1987-1988-1989 حيث عثرت هذه البعثة على آثار طبعات أقدام إنسانية تعتبر فريدة في العالم و آثار أقدام حيوانية و قوائم حيوانت تعود لوحيد القرن و السلاحف و الأسود والوعل و الغزلان و الدب الأسمر الأمر الذي يدل على ظروف مناخية سهلية و هذه الفصيلة من وحيد القرن الذي عثر على ضرس لأحدها هي من فصيلة (ديسيرورينوس هيمتيكوس) و هو يعود لدور مندل الجمودي أو الفترة بين دوري مندل و ريس الجموديين و هي بالغة الأهمية في علمي الحيوان و الجيولوجيا و علم ما قبل التاريخ
و قد اكتشف العالم الألماني (ألفرد روست) و الذي يعتبر رائد الاكتشافات السورية لعصور ما قبل التاريخ من أعوام 1930-1933 ثلاثة ملاجئ و عثر فيها على أول آثار إنسان ما قبل التاريخ السوري في مساكنه الأولى و أثبت أن هذه الملاجئ كانت سكن بشري كثيف و متواصل استمر أكثر من مئتي ألف عام أي منذ العصر الحجري القديم الأدنى (الباليوليت الأدنى) و حتى العصر الحجري الحديث (النيوليت)
2- كنيسة القديس نيقولاوس و هي مكان الكبير (الخضر)
3- معبد النبي الياس و هو مكان زاوية الشيخ عبد القادر قنوع (زاوية الشيخ بهاء الدين ياسين حالياً )
4- معبد القديس جاورجيوس في حي القاعة و هي مكان زاوية الشيخ مصطفى الخطيب
5- مقام السيدة زينب (ستي زينب) و أصبحت جزءاً من المدرسة الدينية
6- معبد القديس سابا في اسكفتا
7- كنيسة القديس جاورجيوس و كانت قريبة من الكنيسة الكبرى ثم هدمت و نقلت أحجارها إليها
8- كنيسة السيدة شرقي يبرود (والتي يتم تجديد بنائها حالياً بأسلوب معماري فري)
9- كنيسة القديس استيفانوس و هي للروم الأرثوذكس منذ عام 1834م
10- كنيسة القديس قزماوداميانوس و تدعى مارقزمان و هي جنوب مدرسة الروم الكاثوليك
11- مئذنة جامع الخضر عليه السلام الذي بنى على أنقاض كنيسة تعود للقديس نيقولاوس التي كانت مبنية على انقاض معبد وثني و هي تشبه لحد بعيد مئذنة العروس في الجامع الأموي بدمشق
لقد أكد أحد الباحثين الأثريين الفرنسيين بأن أول منشآت في التاريخ البشري كانت في منطقة يبرود. وأن الاكتشافات الحديثة قد أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الإنسان قد استوطن يبرود منذ ما يزيد عن (350) ألف عام مضت، حيث كانت المنطقة مكسوة بالأشجار والغابات. وعلى عتبات الجبال الصخرية المحيطة بيبرود والمتوجة بالحجر الكلسي. وجدت مغاور طبيعية لجأ إليها إبان تلك العصور واستوطنها، ثم أصبحت المنطقة فيما بعد مأهولة بكثافة في تلك العصور الساحقة في القدم.
وقد تكيف الإنسان مع البيئة الطبيعية في يبرود فعاش على التقاط ثمار أشجارها واصطياد حيوانات غاباتها وأحراجها. وصنع أدواته الضرورية من حجارة الصوان الصلبة.
ويعود الفضل في اكتشاف حضارة إنسان ما قبل التاريخ في يبرود إلى العالم الأثري الألماني الشهير (الفرد روست) الذي يعتبر رائد الاكتشافات السورية لعصور ما قبل التاريخ. وذلك من خلال أربعة مواسم للتنقيب له في يبرود منذ العام 1930-1933.
ولقد اكتشف هذا العالم في وادي اسكفتا المجاور ليبرود ثلاثة ملاجئ عاش فيها الإنسان ما قبل التاريخ السورية في مساكنه الأولى. وأثبت أن هذه الملاجئ كانت مراكز سكن بشري وكثيف ومتواصل استمر أكثر من مئتي ألف سنة . أي منذ العصر الحجري القديم الأدنى وحتى العصر الحجري الحديث.
وقد وجد روست في الملاجئ التي نقب فيها أدوات صوانية هي الأولي من نوعها على مستوى العالم والتي لم تكن معروفة في مناطق أخرى من قبل والتي أسماها المنقب (روست) بـ (اليبرودية). وهي تتميز بنمط خاص من المتاحف ذات الحواف العاملة المتلاقية والتشذيب العالمي المتدرج على شكل حراشف السمك. ودلت كثافة هذه الأدوات في وادي اسكفتا على كثافة السكان فيه حيث توضعت الأحجار المصنعة فيها على مساحات واسعة في الوادي الذي كان في العصر الحجري القديم أرضاً مليئة بالأشجار والأحراج والنباتات المتنوعة يدل ذلك على اكتشاف الكثير من البقايا العظمية لحيوانات الماعز والغزلان والدببة ووحيد القرن والخيول البرية والتي وجد كثير من بقايا حوافرها في إحدى الملاجئ مما يدل على أن الإنسان في هذه المنطقة كان يعتمد على الصيد بشكل كبير.
وتمر القرون وابن يبرود يعيش في وديانها يأخذ ويعطي ويتفاعل. وقد استطاع أن يروض بعض الحيوانات وأن يشق بعد ذلك التراب بمحراثه الحجري وأن يستنبت بعض الحبوب والنباتات وأن يبني الأكواخ من أغصان الأشجار ومن الطين على هضبة قليلة الارتفاع.
وقد أحب ابن يبرود أرضه وأعمل فكره لإنشاء وسائل الاستقرار فابتكر الدرجات الأولى في سلم حضارة الإنسان.
وتشهد يبرود كما شهدت بلاد الشام حركات وهجرات شعوب واستقرارها وقيام كيانات سياسية متعددة ومتنوعة وذلك منذ فجر التاريخ. وقد تركت هذه الشعوب بصماتها على صخور جبال يبرود المحيطة بها وحفرت النواويس والمقابر والمدافن الفردية والجماعية بغاية الإبداع والإتقان، هذه النواويس المنتشرة حالياً في وادي قرينا اسكفتا وعلى أطراف يبرود. وقد حفرت في عمق الصخور الصلبة بإتقان عجيب وتقنية وهندسة مميزة.
وشهدت يبرود في أواخر الألف الثالث قبل الميلاد وأوائل الألف الثاني قيام كيان سياسي وأصبحت إحدى ممالك الكنعانيين بين الأعوام 2100 - 1500 ق.م. وكانت لها صلات بشرية وعلاقات اقتصادية مع ممالك بلاد ما بين النهرين المعاصرة. وقد عثر في إحدى القبور في يبرود على رفات أحد الملوك لهذه المملكة وقد دون اسمه على ختم حجري اسطواني وكان يدعى (سن لوابلط ابن زياخازير خادم سن إله القمر). وقد اكتشفت المتاحف والآثار في نفس المنطقة عدة قبور تحتوي على أسلحة برونزية وأوان فخارية متنوعة ورماح وعقود زجاجية ودبابيس برونزية تعود إلى العصر البرونزي في بلاد الشام.
في الألف الأول قبل الميلاد أصبحت يبرود إحدى الممالك الآرامية المنتشرة في بلاد الشام وفي هذه الفترة شيد في يبرود معبد لعبادة الشمس (إله الشمس) بحجارة ضخمة متناسقة وأعمدة رشيقة تحمل رواقاً يحيط بالمعبد وقد تحول هذا المعبد بعد احتلال الرومان لبلاد الشام إلى عبادة الإله جوبيتر آلهة الرومان وذلك منذ القرن الأول قبل الميلاد. وقد تحول معبد جوبيتر هذا إلى كنيسة تقام فيها شعائر الديانة المسيحية وذلك بعد انتشار الديانة المسيحية في القرن الرابع الميلادي ولا تزال هذه الكنيسة تعتبر من أكبر كنائس القطر القديمة.
يذكر تاريخ الآشوريين الذين أقاموا إمبراطوريتهم من بلاد ما بين النهرين ومدوا نفوذهم إلى بلاد الشام وشمال مصر أن الإمبراطور الآشوري (شلمنصر الثالث الذي حكم الإمبراطورية الآشورية ما بين الأعوام 858 - 824 ق.م) قد انتصر على تحالف الممالك الآرامية في سورية والمؤلف من (آرخوليتي) ملك حماة و(هدد عازارة) ملك دمشق واثنا عشر ملكاً من الملوك الآراميين وكان أحدهم ملك مملكة يبرود.
كما أن الإمبراطور الآشورية (آشورها ينبعل) الذي حكم إمبراطوريته بين عامي 668 - 626 ق.م قد انتصر في حملته التاسعة على بلاد الشام على ملوك أدوم ومؤاب وصوية ويبرود وقطنة وقد هدم أسوار مدينة يبرود.
في القرن الأول قب الميلاد وعندما تمت السيطرة للإمبراطورية الرومانية على بلاد الشام اتخذ هؤلاء الرومان من يبرود قاعدة عسكرية وأقاموا فيها حصناً عسكرياً وذلك في وسط مدينة يبرود ولا تزال بعض بقايا هذا الحصن والمؤلفة من عمودين وبقايا جدار مرتفع شاهدة عليه في أقدم حي من أحياء يبرود (القبع) ويذكر بعض كبار السن في يبرود أن هناك أنفاقاً محفورة في الأرض ممتدة من الحصن إلى أمكنة لا تزال مجهولة في المدينة.
في العصر الروماني ازداد بناء الكنائس في يبرود حتى بلغت أكثر من عشر كنائس وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نشاط بشري وكثافة سكانية في يبرود.
بعد الفتوح الإسلامية لبلاد الشام هاجرت بعض بطون من قبيلة كلب وقبيلة ضبة العربيتان واستوطنا قرب يبرود وكان الخليقة الأموي الثاني يزيد بن معاوية بن أبي سفيان يمارس رياضة الصيد عند أخواله من قبيلة كلب العربية في منطقة يبرود حيث كانت المنطقة غنية بالمراعي والأحراج والمياه.
وانتشرت الديانة الإسلامية شيئاً فشيئاً في يبرود كما حافظ العديد من سكانها على ديانتهم المسيحية وقد عاش مسلمو يبرود ومسيحيوها ولا يزالون في وئام ومحبة ووفاق بعيدين عن روح التعصب الديني أو الفرقة وتسود بينهم المحبة والمودة والتفاهم حيث يشاركون بعضهم بعضاً الأعياد والأفراح والأتراح.
يبرود غنية جداً بأوابدها الأثرية الظاهرة حالياً والتي لم تكتشف بعد ولعل أهم آثارها الظاهرة حالياً النواويس والقبور المحفورة في عمق الصخور في وديان قرينا واسكفتا والكنيسة القديمة والتي كانت معبداً للشمس ثم لعبادة الإله جوبيتر. وأيضاً مأذنة جامع الخضر في وسط المدينة والتي تعود في نمط بنائها إلى العهد الأموي ولعل تلة (القبع) الاصطناعية تخفي في جوفها بقايا حضارات عريقة مرت على يبرود. كما أن بقايا الحصن الروماني لا يزال قائماً في أعلى هذه التلة.أهم المواقع الأثرية : (من كتاب يبرود تاريخ و حضارة للأستاذ نور الدين عقيل)
1- مواقع سكن إنسان العصر الحجري :
تقع في وادي اسكفتا حيث عاش على ضفاف بحيرة تعود إلى العصر الجليدي حيث وجد فيها بنتيجة عمل بعثة جامعة كولومبيا الأميريكية أعوام 1964-1965-1966 و أعوام 1987-1988-1989 حيث عثرت هذه البعثة على آثار طبعات أقدام إنسانية تعتبر فريدة في العالم و آثار أقدام حيوانية و قوائم حيوانت تعود لوحيد القرن و السلاحف و الأسود والوعل و الغزلان و الدب الأسمر الأمر الذي يدل على ظروف مناخية سهلية و هذه الفصيلة من وحيد القرن الذي عثر على ضرس لأحدها هي من فصيلة (ديسيرورينوس هيمتيكوس) و هو يعود لدور مندل الجمودي أو الفترة بين دوري مندل و ريس الجموديين و هي بالغة الأهمية في علمي الحيوان و الجيولوجيا و علم ما قبل التاريخ
و قد اكتشف العالم الألماني (ألفرد روست) و الذي يعتبر رائد الاكتشافات السورية لعصور ما قبل التاريخ من أعوام 1930-1933 ثلاثة ملاجئ و عثر فيها على أول آثار إنسان ما قبل التاريخ السوري في مساكنه الأولى و أثبت أن هذه الملاجئ كانت سكن بشري كثيف و متواصل استمر أكثر من مئتي ألف عام أي منذ العصر الحجري القديم الأدنى (الباليوليت الأدنى) و حتى العصر الحجري الحديث (النيوليت)
2- كنيسة القديس نيقولاوس و هي مكان الكبير (الخضر)
3- معبد النبي الياس و هو مكان زاوية الشيخ عبد القادر قنوع (زاوية الشيخ بهاء الدين ياسين حالياً )
4- معبد القديس جاورجيوس في حي القاعة و هي مكان زاوية الشيخ مصطفى الخطيب
5- مقام السيدة زينب (ستي زينب) و أصبحت جزءاً من المدرسة الدينية
6- معبد القديس سابا في اسكفتا
7- كنيسة القديس جاورجيوس و كانت قريبة من الكنيسة الكبرى ثم هدمت و نقلت أحجارها إليها
8- كنيسة السيدة شرقي يبرود (والتي يتم تجديد بنائها حالياً بأسلوب معماري فري)
9- كنيسة القديس استيفانوس و هي للروم الأرثوذكس منذ عام 1834م
10- كنيسة القديس قزماوداميانوس و تدعى مارقزمان و هي جنوب مدرسة الروم الكاثوليك
11- مئذنة جامع الخضر عليه السلام الذي بنى على أنقاض كنيسة تعود للقديس نيقولاوس التي كانت مبنية على انقاض معبد وثني و هي تشبه لحد بعيد مئذنة العروس في الجامع الأموي بدمشق
12- كاتدرائية القديسين قسطنطين وهيلانة (المعلومات مقدمة من الكاتدرائية )
في الألف الأول قبل الميلاد أقام الآراميون في وسط مدينة يبر ود معبداً للإله بعل شمين إله الشمس , وبعد احتلال الرومان لسورية عام 64 ق.م . أدخل الرومان بعض التعديلات على هذا المعبد حتى أصبح شكله كشكل المعابد الرومانية مستطيل
طوله حوالي / 30 / متراً و عرضه /19/ متراً له ثلاثة معازب ,أضيفت له حنية كبيرة في القسم الأول من القرن الثالث الميلادي وبدلت أعمدته بعضادات ضخمة قصيرة كي تستطيع حمل قناطره التي تتجاوز سبعة الأمتار وقد جرت هذه التعديلات في عهد سلالة ( باسيانوس بين أعوام 212 _235 م ) وهذا البناء المهيب الذي هو من حيث فئة متقشف تقريباً ولكنه كامل. كانت تغطيه ثلاثة أروقة بثلاثة صفوف من الأعمدة الكورنثية . وهذه الأعمدة المهيبة كانت قمينة أن تجعل منه بانثيون القلمون حيث كان ملتقى الناس فقد كان حاكم يبر ود /قائد الحامية / يجلس في صدر حنيته ويدخل إليه من باب خاص في الجدار الشمالي منه في نهاية طريق مستقيم يمتد من بوابة الحصن الذي يتربع في أعلى كتلة في يبر ود /القبع/ وكان كهنة المعبد يقيمون فيه العبادة والباعة يبيعون سلعهم على طول أروقته .
أما الإله الذي كان يعبد فيه فانه ( جوبيتر مالك اليبرودي ) وإذا كان ليبر ود كغيرها من المدن الهامة جوبيتر خاص بها وكان
يلقب بمالك اليبرودي أو جوبيتر الشمس .
هذا المعبد مبني بحجارة ضخمة اقتطعت من الجبال الصخرية المحيطة بيبرود يشاهد فيها ما هو ليس من نمطها ,فضلاً عن الاختلاف الظاهر بين أقسام جدرانها .فالبناء في أسفلها أشد استحكاماً منه في أعلاها ما يدل على أن بعض الجدران كان قد تهدم جانب منها ثم أعيد بناؤه من جديد من أنقاضها وأنقاض بعض الهياكل الوثنية التي كانت منتشرة في يبر ود . وبعض الحجارة الضخمة لم تأت في مكانها . ومن هذه الحجارة حجر ضخم في الجدار الشمالي يعلو عن الأرض حوالي ثلاثة أمتار عليه كتابات لاتينية مقلوبة .
يوجد في الجدار الشرقي خلف المذبح الأوسط الحالي للكنيسة ثلاث نوافذ كبيرة فإذا كان يوم الحادي والعشرين من حزيران من كل عام و الموافق ليوم الانقلاب الصيفي الحقيقي وأشرقت الشمس نفذ شعاعها من هذه النوافذ تواًإلى منتصف الحائط الغربي حيث كان ينتصب في وسطه تمثال اله الشمس الذي تنصب عليه أشعة النافذة الوسطى في ذلك اليوم من كل عام . وعندها يتم تقديم القرابين للإله وتبدأ أعياد المعبد ولازالت حجر المذبح مع القناة الخاصة بجمع دماء الضحايا موجودة في داخل الكنيسة بجانب جدار قبة الجرس . وكان دم الضحايا يسيل إلى بئر يستقبل حالياً ماء المعمودية ( موجود حالياً تحت جرن المعمودية ) ظلت العبادة الوثنية تمارس في هذا المعبد حتى العام 326 م تقريباً حيث تم تحويله إلى كاتدرائية تمارس فيها العبادة المسيحية وذلك عندما مرت القديسة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين وهي في طريق العودة من القدس إلى روما بعد اكتشافها لخشب الصليب المقدس .
وذلك بناء على طلب أهالي يبر ود الذين كانوا بمجملهم من المسيحيين وذلك بعد انتشار الديانة المسيحية في الشرق على أيدي الآباء و المبشرين الأوائل .
تعتبر هذه الكاتدرائية أعظم الكنائس شأناً في القلمون وأوسعها رفعة وأجلها بنياناً.حيث تقع في وسط المدينة وهي ليست موجهة للشرق تماماً كسائر الكنائس إذ أنها منحرفة قليلاً إلى الشمال بحوالي /42 درجة/ من منتصف الباب الرئيسي و / 28.5 درجة / من مقابل موقع مذبح التضحية .
تعرضت هذه الكنيسة حوالي /العام 1260م/لاعتداء وتهد يم من قبل حجارة منجنيقات الملك المملوكي الظاهر بيبرس وذلك من الجهة الغربية حيث تهدم المدخل وما فوقه أثناء حصار هذا الملك ليبر ود واقتحامها ومنع المسيحيين من استخدام هذه الكنيسة حتى القرن التاسع عشر الميلادي .حيث طلب مسيحيوا البلدة من الفاتح المصري إبراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر أثناء مروره بمدينة يبرود وإعادة بناء وترميم الكنيسة فسمح لهم بذلك فقام اليبروديون بترميمها وإعادة العبادة فيها ورفعت جدرانها المتهدمة وإنه لمن المؤسف أن الترميم و التجديد وما طرأ على الكنيسة من تعديل أفقدها رونقها وجمالها ..
كما أن الإصلاحات اللاحقة لم تكن موفقة بعد أن رفع حائطها الغربي وقد تم نقل بعض حجارة الكنائس المهدمة والمجاورة إليها ولم تأت الحجارة الأصلية في أمكنتها بل كانت عشوائية مما أفقد البناء فخامته وهندسته السابقة.
كما أن الأروقة الثلاثة المحمولة على أعمدة طويلة رشيقة وتحيط بالكنيسة لم تعد إلى أماكنها بل بقي البناء مجرداً منها .
يشعر الداخل إلى الكنيسة بعبق الماضي وروحانية مزيجة من عاطفة الاعتراف بالرب وملكوت السماوات والأرض وضآلة الإنسان بالنسبة لقدرة الخالق .
في الكنيسة عدداً من الأوابد الأثرية القيمة وهي عدة أيقونات قديمة وفريدة من نوعها .هذا إلى جانب بقايا من صفيحة حجرية بيضاء صلبة مصقولة مستطيلة الشكل كانت بعرض /90سم/ وطول /155سم/وثخن /5سم/ وكانت قبل أن يتحطم جزء كبير منها تضم بروازا بنقش مزخرف ناتئ يحيط برسم طوله /90سم/ وعرضه /34سم/ إنها صورة قديمة العهد ناتئة الرسوم تمثل ميلاد المسيح العظيم وقد نقلت هذه الصفيحة الحجرية من كنيسة السيدة إلى كنيسة القديس جاورجيوس واستقرت في كنيسة القديسين هيلانة وقسطنطين وقد قام أحد أبناء يبر ود بتشويه رسومها ظناً منه أنها رسوم وثنية ,ولم يبق منها إلا صورة المزود وحده وعليه الطفل يسوع في القمط وفوقه نجم المجوس , وفي أعلى الصفيحة كتابة يونانية هذا تعريبها : (عرف الثور قانيه والحمار معلف صاحبه ) ولا ريب أن الرسم المهشم تحتهما هو رسم العذراء مريم لورود اسمها فوقه كما أن الصورتين الباقيتين المهشمتين أيضاً إلى جانبه كانتا على الأرجح تمثلان القديس يوسف والرعاة والبقرة حول الطفل المقدس يسوع . كما تشير إلى ذلك الآية المستشهد بها .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى