بوابة ادلب

من طرف **edmon zako** الأربعاء أكتوبر 17, 2007 11:53 pm

<H2>ادلب عبر التاريخ

إن منطقة محافظة ادلب لعبت دورا بارزاً في تاريخ سورية القديم، وذلك راجع لعدة عوامل:الظروف الطبيعية التي أكتسبتها التربة الخصبة في المناطق الشرقية منها، حيث التضاريس لم تعق الزراعة وهذا ما جعل أرضها تنتج الحبوب منذ عهد مبكر، وعلى الرغم من حدوث تبدلات في كميات الأمطار، إلا أنها كانت دوماً تحصل على ماء كاف يسمح بزراعة الحبوب منذ العصر الحجري الحديث، أي منذ تعلم الإنسانزراعة القمح البري، وقد ترتب على استمرارالزراعة نتائج هامة منها تطور الاستيطان والثقافة، وقد زودت المناطق الجبلية التي كانت مغطاة بالأشجارالإنسان بالأخشاب ووفرت مناطق لرعي الأغنام والماعز،كما وفرت الأرض لزراعة الزيتون والكرمة، كل هذه العوامل أدت إلى ازدهار منطقة ادلب إبان العصور القديمة، إضافة إلى أن منطقة ادلب تعتبر عقدة للمواصلات. وبفضل أعمال التنقيب الأثرية المنهجية،ودراسة اللقى الأثرية أصبح بإمكاننا أن نحدد التسلسل التاريخي لمحافظة ادلب، حيث تم اكتشاف حوالي ثلاثين موقعاً أثرياً تشكل شريطاً مسلسلاً وموثقاً لعطاءات الإنسان السوري في هذه المحافظة، منذ العصر الحجري الحديث.
ومن هذه المواقع: تل عين الكرخ- عبد العزيز- عري حيث وجدت (أدوات حجرية: فؤوس،سكاكين،مطحنةحبوب)،ترقى هذه الأدوات إلى(5000 ق.م). وهذا يؤكد استقرار الإنسان ومعرفته الزراعة والتدجين في هذه المحافظة،أما العصر الحجري النحاسي فتبين أن تل مرديخ(مملكة ابلا) ترقى إلى هذه الفترة، ما بين عامي(3500- 3300 ق.م)وقد خضعت منطقة ادلب في نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد أي حوالي(2100ق.م)إلى القبائل العمورية، ثم أصابها ما أصاب البلاد الشامية عبر التاريخ. فعرفت الغزو الحثي والمصري، ومن ثم خضعت لمملكة حماه والعاش، في الألف الأولى قبل الميلاد الذي اتخذ عاصمة له حزرق(آفس اليوم)،كما خضعت منطقة ادلب على التوالي:
للآشوريين، والكلدانيين والفرس الأخميني، والحكم اليوناني، والحكم الروماني، والحكم البيزنطي، وحل عام(638م) حيث أقبلت جحافل العزة وفتوح التحرير العربية الإسلامية، ونعمت منطقة ادلب بالحكم الإسلامي الراشدي، ومن ثم بالحكم الأموي، وبعدها الحكم العباسي. ومن ثم كانت دائماً تتبع أمراء حلب، الحمدانيين، والمرداسيين، والعقليين، والسلاجقة، وورثتهم، ومن ثم الأتابكة والأيوبيين، الذين استطاعوا تحرير ما تبقى من مناطق المحافظة، التي كانت ماتزال بيد الصليبيين، على يد البطل صلاح الدين الأيوبي.
وبعدها خضعت ادلب لحكم المماليك، وبعد معركة مرج دابق، التي انتصر فيها السلطان العثماني سليم على قائد المماليك قانصوه الغوري خضعت ادلب للحكم العثماني، وحل عام (01918) وتحديداً في 30/9 منه لتنعم منطقة ادلب مع كامل سورية الطبيعية بالحرية وقيام الحكم الوطني الفيصلي في سورية. ولكن ذلك لم يدم طويلاً حتى وقعت سورية والأمة العربية بغدر استعماري غربي، لم نعرفه من قبل، وفي يوم 29/7/1920 دخل غورو دمشق بعد معركة ميسلون، ومنطقة ادلب التي شعرت بالخطر المحدق بها فور نزول القوات الفرنسية في الساحل السوري (إنطاكية وبيروت ) كان لها شرف السبق في حمل السلاح، وإعلان الثورةعلى المستعمر قبل ان يدخل دمشق بعام تقريباً، إذ بدات ثورة الشمال بقيادة إبراهيم هنانو عندما اجتمع مع أبناء بلدته كفر تخاريم يطلب منهم الثورة وحمل السلاح، وجمع التبرعات، وشكل حكومة ثورية، وأول مجموعة ثورية. وعندما بلغ عدد المجاهدين أربعين مجاهداً شعر هنانو بضرورة المال فشكل لجنة تشريعية، لجمع التبرعات والأموال، ولبى المخلصون من ابناء منطقة ادلب النداء لدعم الثورة، فعقد اجتماع في مدينة ادلب أواخر عام 1919 برئاسة إبراهيم هنانو في منزل قائم مقام ادلب السيد عمر زكي الأفيوني، ضم وجهاء ادلب والمناطق المجاورة لها، ولفيف من الوطنيين من اللاذقية ومنطقة الحفة وانطاكية، وكان الغرض من هذا الاجتماع تنظيم الشؤون الثورية، ودعم الثورة ووضع الأس المفيدة لشن الغارات على المناطق المحتلة في منطقة انطاكية، وكانت أول معركة للثوار مع القوات الفرنسية المرابطة حول مدينة انطاكية في 23 تشرين الأول عام 1919 دامت هذه المعركة ما يقرب من سبع ساعات استشهد فيها عدد من المجاهدين بعد أن أنزلوا في الفرنسيين خسائر فادحة. وتوالت المعارك حتى خاضت هذه الثورة (127) معركة، وبلغ عدد المجاهدين فيها (377) مجاهداً، استشهد منهم (218) شهيداً، وكرم منهم القائد الخالد سيادة الرئيس حافظ الأسد من بقي حياً بلقب مجاهد، بالمرسوم التشريعي رقم ( 43) الصادر في 18/7/1972 والبالغ عددهم (133) مجاهداً من أبناء محافظة ادلب.</H2>